الداودي يشرع في تطبيق خطة إلغاء امتحانات ولوج كليات الطب والمعاهد العليا
محمد اليوبي
رغم إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن تأجيل تطبيق مسطرة احتساب المعدلات المحصل عليها في الباكالوريا لولوج المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود عوض مباريات الولوج المعمول بها حاليا، شرعت الوزارة في تطبيق هذا النظام، من خلال تفعيل شقه الأول المتعلق بإلغاء نقط المراقبة المستمرة التي كانت معتمدة سابقا كمحدد لولوج المؤسسات والمعاهد ذات الاستقطاب المحدود، على أن تفعل الشق المتعلق بحذف المباراة السنة المقبلة.
وأفادت مصادر مطلعة، أن لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شرع في تطبيق نصف الإصلاح الذي وعد به، والذي يواجه انتقادات ليست في صالح تلاميذ العالم القروي والحضري الذين يعانون الهشاشة، وبدأت بعض كليات الطب، باعتبارها إحدى المؤسسات المعنية بهذا المخطط، في العمل به.
وحسب الموقع الرسمي لكلية الطب في الرباط، فقد أعلنت هذه الكلية عن اعتماد نقط الامتحان الجهوي والوطني فقط وإلغاء المراقبة المستمرة، كما بشر بذلك الوزير الداودي ووزيرته المنتدبة، جميلة المصلي، من خلال المراسلة التي تم توجيهها الى رؤساء الجامعات.
وأوضح حسن العيساتي، المستشار في التوجيه التربوي، في تصريح لـ«الأخبار»، أن الحديث عن الصعوبات التقنية التي برر بها الوزير تأجيل الإصلاح لا يستقيم إذن، وهو يطبق الشق الأعقد من خطته وهو إلغاء المراقبة المستمرة، حيث لم يتبق غير إلغاء المباراة وهو ما لا يطرح إشكالا تقنيا بل بالعكس يسهل العملية، وهو ما له تفسير واحد هو الارتباك في تفعيل القرار، ما تسبب كذلك في ارتباك لدى الأسر المعنية، خصوصا والحالة النفسية للآباء والأمهات والتلاميذ في هذه المرحلة وهم ينتظرون امتحانا ومسارا دراسيا يتوج سنوات من الكد والعمل. وأشار العيساتي إلى ظاهرة أخرى تتعلق بفرض رسوم فتح الملف التي تثقل فعلا كاهل التلاميذ، خصوصا في العالم القروي والذي تعتبر بالنسبة له مائة درهم أو ستون درهما سببا كافيا للعدول عن فكرة الترشيح، حتى ولو كان معدله مرتفعا، ليطرح سؤال عشرات الآلاف من التلاميذ الذين يترشحون كيف تتم مراقبة هذه المداخيل وأين تندرج ولماذا هناك مؤسسات لا تعتمد هذه الطريقة وأخرى تثقل كاهل التلاميذ؟ مشيرا إلى أن عددا كبيرا من تلاميذ العالم القروي النجباء والمجتهدين يجدون صعوبة في إقناع آبائهم بالأمر، لسبب بسيط هو الفقر والهشاشة اللذين تعرفهما الأوساط القروية وحتى الحضرية، ما يحول دون ولوج هؤلاء التلاميذ لهذه المدارس.
وكانت الوزيرة جميلة المصلي أعلنت عن قرار الوزارة، اعتماد النقط بدل المباريات لولوج المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، وأكدت أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر تعكف حاليا على بلورة مسطرة جديدة لتحسين شروط ولوج المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود. وتقضي هذه المسطرة بوضع نظام وطني موحد ينبني على إلغاء مباريات الولوج لهذه المؤسسات، والاقتصار فقط على انتقاء المترشحين بناء على النقط المحصل عليها في الامتحان الوطني لنيل شهادة الباكالوريا، مع تخصيص نسبة لنقط الامتحان الجهوي، بالإضافة إلى احتساب النقط المحصل عليها بامتحان الباكالوريا في مواد معينة حسب التخصصات المرغوب في متابعة الدراسة الجامعية بها، وذلك على غرار ما هو معمول به لانتقاء الطلبة من الأقسام التحضيرية للمدارس العليا. هذا مع استثناء احتساب نقط المراقبة المستمرة، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيل العمل بهذا النظام فقط إلى غاية الموسم الجامعي 2017-2018 على الأقل، دون إلغائه نهائيا. وقامت الوزارة بتوجيه مذكرة وزارية إلى الجامعات تنص على مواصلة العمل بالمسطرة الخاصة بإجراءات الترشيح لولوج هذه المؤسسات، مع اعتماد 75 بالمائة من الامتحان الوطني لشهادة الباكالوريا و25 بالمائة بالنسبة للامتحان الجهوي كمعدل للانتقاء الأولي لطلبات الترشيح لولوجها بدلا من المعايير المعتمدة سابقا. وبررت الوزارة قرارها باعتبارات تقنية، تعذر العمل بالمنصة الإلكترونية المعدة لهذه الغاية في الآجال المحددة لذلك.