أكادير: محمد سليماني
تأكد رسميا إسقاط الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس- ماسة عبد الجبار القسطلاني من لوائح الترشيح الخاصة بالحزب، سواء تلك المتعلقة بالانتخابات التشريعية أو مجالس الجهات أو مجالس المدن.
واستنادا إلى المعطيات، فإن إفراج الأمانة العامة لحزب المصباح عن أسماء المرشحين الذين تمت تزكيتهم، بين أن الكاتب الجهوي للحزب خارج اللوائح، إذ لم تتم تزكيته بجهة سوس أو بمسقط رأسه إقليم تزنيت وكيلا للائحة الانتخابات التشريعية، كما لم تتم تزكيته وكيلا للائحة الحزب لانتخابات مجلس الجهة، ولم تتم تزكيته كذلك وكيلا للائحة مجالس المدن الكبرى.
ويظهر جليا أن الخلافات التي عاشها الحزب على صعيد جهة سوس- ماسة عامة، وعلى صعيد إقليم تيزنيت على وجه الخصوص، عصفت بآمال وطموحات الكاتب الجهوي، الذي سبق أن كان على خلاف مع الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران، والذي قام بإقصائه في الانتخابات التشريعية السابقة من الحصول على وكيل لائحة الحزب بإقليم تيزنيت التي دأب على الترشح فيها، واختار بدلا عنه رئيس المجلس الجماعي الحالي إبراهيم بوغضن.
وكانت الخلافات بين صقور الحزب بإقليم تيزنيت طفت على السطح أخيرا، وفجرت اجتماع هيئة الترشيح المحلية، لتتوقف أشغالها بعدما كادت الخلافات بين تيار موال للكاتب الجهوي وتيار آخر معارض له، أن تعصف بما تبقى من الحزب بالإقليم، الأمر الذي دفع الأمانة العامة للحزب إلى إرسال عضو الأمانة العامة عبد العزيز أفتاتي ونائب الكاتب الجهوي للحزب بسوس إلى تيزنيت، من أجل التدخل لاحتواء الأزمة التي بدأت شظاياها تتطاير. ومما يكشف عمق الخلاف، رفض البرلماني الحالي عن دائرة تيزنيت ورئيس الجماعة إبراهيم بوغضن حضور أشغال لجنة الترشيح المحلية، وقام بدل ذلك بإرسال رسالة مكتوبة إلى لجنة الترشيح يخبرها فيها أنه يرفض أيضا ترشيحه وكيلا للائحة الحزب، كما يرفض أن يكون عضوا في اللائحة للانتخابات الجماعية، وهي الرسالة التي زادت من حدة الارتباك بين أعضاء لجنة الترشيح.
واستنادا إلى المعطيات، فإن رسالة رئيس المجلس الجماعي حملت اتهامات واضحة لا غبار عليها ضد قياديين بحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، والذين كان لهم دور سلبي، حسب الرسالة، في التعاون مع فريق الحزب بالمجلس الجماعي خلال الولاية الانتدابية الحالية، وخصوصا الكاتب الجهوي للحزب المنحدر من تيزنيت أيضا، كما أن الرسالة ختمها صاحبها ببيت شعري يعبر عن الأزمة الحقيقية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية بإقليم تيزنيت«وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على النفس من وقع الحسام المهند».
وكشف رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس جماعة تيزنيت عن مستوى الأزمة الحقيقية التي يعيشها الحزب بالإقليم، والتي وصلت مستوى الاحتضار. وأبرز رئيس الفريق، على حسابه الشخصي، حقيقة الصراع قائلا «ما عرفته لجنة الترشيح المحلية بتزنيت خير دليل على أن الحزب بالمدينة يحتضر، وعلى الأمانة العامة أن تتدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان». وأضاف المتحدث «واجب الغيورين على مشروع العدالة والتنمية بتزنيت، الآن، أن يصطفوا إلى جانب مشروع الحزب ومبادئه، وألا يرتهنوا إلى منطق الولاءات الفئوية والعشائرية، وأن يراعوا مصلحة الحزب أولا قبل مراعاة «الخواطر»».