أكدت مصادر جيدة الاطلاع، أن عبد الرزاق بوسيف، الجنرال دو ديفيزيون المدير العام للإدارة العامة للوقاية المدنية، أصدر، الجمعة الماضي، قرارا يقضي بتنقيل كولونيل في الوقاية المدنية من الإدارة العامة بالرباط إلى مدينة فاس بدون مهمة، حيث ينتظر أن يشغل مهمة نائب قائد الوحدة المتنقلة الجهوية بالعاصمة العلمية، وهو منصب شكلي غير مألوف ضمن المراتب الوظيفية بالجهاز.
الكولونيل الذي سبق إعفاؤه من منصبه كمدير مركزي على رأس أهم المديريات الدسمة بالإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، يواصل إثارة الجدل وسط كل المنتسبين للجهاز، بعد أن نجح الجنرال دوديفيزيون بوسيف في تنحيته من منصبه الخالد بالإدارة العامة بالعاصمة، على خلفية الفضائح المثيرة التي تفجرت بالجهاز، وهو القرار ذاته الذي طال أهم مساعديه، بعد إبعادهم عن المصالح المركزية وترحيلهم إلى مناطق نائية بالصويرة وطرفاية.
وأفادت مصادر جد مطلعة بأن الكولونيل المعفي التحق، بحر الأسبوع الماضي، بالإدارة العامة بالرباط، بعد أن تخلف عن الحضور مدة طويلة ترجع إلى تاريخ إعفائه، حيث ظل يدلي بشهادات مرضية تبرر غيابه عن العمل، قبل أن ترغمه المساطر الإدارية على الالتحاق بالإدارة، ليجد في استقباله خبرا غير سار، يتعلق بتنقيله صوب مدينة فاس في تجربة جديدة قد يكتشف معها لأول مرة طبيعة العمل القاسية للموظفين الصغار بالجهاز، ومعاناتهم وتفانيهم في العمل مقابل تقاضيهم أجورا تحتاج إلى أكثر من التفاتة من طرف الجهات المسؤولة.
الجنرال دوديفيزيون بوسيف الذي تحسب له الدينامية المهمة التي خلقها بالجهاز، انطلاقا من تصفية تركة الماضي، وإبعاد كل المسؤولين عن كل الاختلالات ووضعية الاحتقان التي عاشها الجهاز لسنوات طويلة، مطالب بإعمال القانون لإفراغ المسؤولين المرحلين من المركز صوب المصالح اللاممركزة من الفيلات والسكنيات الفاخرة التي ما زالت تحت تصرفهم، رغم تجريدهم من الصفات الوظيفية التي خولت لهم الاستفادة منها بكل امتيازاتها المادية والمعنوية.
وكان الجنرال بوسيف قد أفرج، أخيرا، عن قرارات إعفاء وتنقيل همت مسؤولين بارزين بالمصالح المركزية التابعة للإدارة العامة للوقاية المدنية بالرباط، وذلك بناء على تقارير تفتيش وصفت بالصارمة توصل بها من طرف المفتشية العامة، دفعته إلى اتخاذ قرارات عاجلة، تتعلق بإنهاء مهام مسؤولين وتعيينهم على رأس قيادات إقليمية ومصالح لاممركزة تابعة للوقاية المدنية.
وتتعلق القرارات التي أشر عليها الجنرال بوسيف بالساعد الأيمن للكولونيل الذي تم إعفاؤه من مهامه في مارس الماضي وترحيله، الجمعة الماضي، إلى فاس، كان يشغل مهمة رئيس قسم غرفة العمليات، إذ عمر بهذا المنصب لمدة تسع سنوات كاملة، حيث تم ترحيله إلى الصويرة ليشغل مهمة قائد إقليمي للوقاية المدنية .
قرارات الإعفاء همت أيضا مساعدا ثانيا للكولونيل، وهو مسؤول مركزي تم إخراجه من الإدارة العامة بالعاصمة وتنقيله إلى الدار البيضاء، بعد إخضاعه لمسطرة المجلس التأديبي، وذلك على خلفية الفضيحة التي تفجرت بالجهاز ويبت فيها القضاء حاليا. وأفادت مصادر «الأخبار» بأن الجنرال بوسيف عاقب المعني بعد رفضه الالتحاق بالعاصمة الاقتصادية، حيث عصف به إلى القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بطرفاية.
وهمت باقي التنقيلات القيادتين الإقليميتين بكل من شفشاون والفحص أنجرة، حيث تم ترحيل المسؤول الأول عن الجهاز بشفشاون إلى قيادة الفحص أنجرة، التي رحل قائدها الإقليمي إلى الإدارة العامة بالرباط، حيث أسندت إليه مهمة رئاسة قسم غرفة العمليات، بعد احتكاره منذ 2013 من طرف المسؤول المرحل إلى مدينة الرياح.