النعمان اليعلاوي
لم يخلُ اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجزائر في إطار الإعداد لقمة رؤساء الدول، من تطورات بخصوص الخلاف الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، ففي الوقت الذي نشرت وسائل إعلام جزائرية تقارير تدعي مغادرة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لقاعة اجتماع الوزراء العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أكد مصدر دبلوماسي مغربي رفيع أنه عكس تلك الادعاءات، فإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، و أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خارطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.
وشدد المصدر ذاته، على أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي وفق التعليمات السامية للملك محمد السادس، أن يغادر قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات عن حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية، حسب المصدر، الذي خلص إلى أن كل الأخبار الرائجة عن مغادرة الوفد المغربي لقاعة الاجتماعات لا أساس لها من الصحة.
في السياق ذاته، نقلت مصادر متطابقة جانبا من نقاش دار خلال الجلسة المغلقة لاجتماعات وزراء الخارجية العرب بين ناصر بوريطة، ورمطان لعمامرة، وروى مصدر مطلع أن بوريطة طالب بإدراج نقطة تسليح إيران لجبهة البوليساريو الانفصالية بالدرون (الطائرات المسيرة) واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول الأعمال، في حين رد نظيره الجزائري بالرفض قبل أن يتدخل من جديد رئيس الدبلوماسية المغربية ليقول مخاطبا لعمامرة «ليس من حقك الرفض هناك تصويت وإجماع»، بيد أن وزير خارجية الجزائر تجاهل كلامه قبل أن يعيد بوريطة نفس الطلب، وسانده حسب نفس المصدر «معظم من في القاعة».
وكان بوريطة قد قال في تصريح مقتضب للصحافة «إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية، وإذا تجاوزنا الاستفزازات التي لا حاجة إليها، وإذا البلد المضيف تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو من ناحية الأعراف، وإذا كان هناك تلاعب بكل القواعد فأكيد أنه سيكون هناك فشل»، مضيفا أن «الملك محمد السادس سيقرر ما إذا توفرت شروط مشاركته في قمة الجزائر».
من جانبها، نفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان رسمي أن يكون لها أي «شركاء إعلاميين» في تغطية أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين التي تُعقد بالجزائر، وأكدت عدم وجود صلةٍ لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة، وهو النفي الذي يأتي على خلفية قيام قناة الجزائر الدولية بنشر خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تُخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية على اعتمادها مما أثار تحفظ الوفد المغربي.
وأكدت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية، كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها، وحاولت وسائل إعلام جزائرية أول أمس (السبت) التشويش على حضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بداية بترويج إشاعة انسحابه من القمة ومغادرته الجزائر، مرورا بقيام إحدى القنوات الجزائرية بفصل المغرب عن صحرائه خلال عرض خريطة الدول العربية المشاركة بالقمة.