التلاميذ يصعدون احتجاجاتهم ضد التوقيت الجديد…والعثماني يصر على الساعة ويعد بـ«التتبع والتقييم»
النعمان اليعلاوي
لم تثن الاحتجاجات المتواصلة لتلاميذ المؤسسات التعليمية ضد الساعة الإضافية التي أقرها وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، عن التأكيد على الإصرار على تنزيلها، مؤكدا أن الحوار مستمر مع مختلف الشركاء من أجل اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية المرتبطة باعتماد التوقيت الصيفي بشكل مستمر، موضحا أنه، إلى جانب الحوار الذي فتحه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مع جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ ومع قطاع التعليم الخصوصي، «سنفتح بدورنا باب الحوار مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وسنستمر فيه لاتخاذ القرارات الضرورية في الوقت المناسب»، حسب تعبير العثماني.
من جانبها، دخلت وزارة الداخلية على خط احتجاجات التلاميذ ضد الساعة الإضافية، وقالت مصادر محلية إن والي جهة الدار البيضاء – سطات، عبد الكبير زهود، اجتمع، أول أمس في مقر ولاية الدار البيضاء- سطات، بعدد من ممثلي النقابات التعليمية ورؤساء المصالح الأمنية وعامل أنفا، ومدير أكاديمية جهة الدار البيضاء- سطات، وكان موضوع الاجتماع ملف تدابير تنزيل الزمن المدرسي الجديد. وأوضحت المصادر أن النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بجهة الدار البيضاء- سطات، تشبثت بمطلبها الذي ينص على أن ينزل الزمن المدرسي حسب خصوصية كل عمالة وإقليم.
هذا وتتواصل احتجاجات التلاميذ في عدد من المؤسسات التعليمية بالمدن لليوم الثاني، تنديدا بالتوقيت الدراسي الجديد الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية، على ضوء قرار حكومة سعد الدين العثماني ترسيم الساعة الصيفية توقيتا رسميا عوض توقيت (غرينيتش). وواصل تلاميذ عدد من مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي في كل من مكناس وفاس والدار البيضاء وتازة، احتجاجاتهم لليوم الثالث على التوالي، رافضين الالتحاق بحجرات الدرس ومطالبين بالتراجع عن الساعة الإضافية وإقرار التوقيت العادي، وحمل المحتجون الوزارة الوصية مسؤولية تهديد سلامتهم.
وبالشمال، نظم تلاميذ العديد من المؤسسات التعليمية، زوال أول أمس الخميس، وقفات ومسيرات جابت شوارع مدن وزان والفنيدق ومدن أخرى، وذلك احتجاجا على تثبيت حكومة سعد الدين العثماني الساعة الإضافية، دون الأخذ بعين الاعتبار المعاناة التي سيخلقها القرار للتلاميذ وإرباك برنامجهم اليومي، سيما من يستعملون وسائل النقل المختلفة لبلوغ المؤسسات والقاطنين ضواحي المدن والقرى والأحياء الهامشية.
وخرج مئات التلاميذ في مسيرة احتجاجية جابت الشوارع الرئيسية بالفنيدق، ورفعت شعارات ضد قرار تثبيت إضافة ساعة من طرف حكومة سعد الدين العثماني إلى التوقيت المغربي، وسط تهديدات بمقاطعة الدراسة وتصعيد الأشكال النضالية، فضلا عن رفض القرارات الموازية التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بخصوص استعمال الزمن وضمان دخول التلاميذ وخروجهم من المؤسسات في ضوء النهار.
وذكر مصدر مطلع أن مجموعة من تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي بوزان، خرجوا كذلك للاحتجاج على تثبيت إضافة ساعة، حيث رفعت شعارات تنادي حكومة العثماني بالتراجع عن القرار الذي وصف بالمتسرع، وتم دون دراسة إجراءات التنزيل والقيام بدراسات توضح الإيجابيات وتحد من التداعيات السلبية على جميع المستويات.
هذا واستنفرت المسيرات الاحتجاجية التي نظمها التلاميذ بالعديد من مدن الشمال، كافة السلطات المسؤولة للحفاظ على الأمن العام وتفادي وقوع حالات فوضى أو شغب، سيما وأنها كانت مفاجئة وغير معلن عن تنظيمها من أي جهة سواء نقابية أو حقوقية أو جمعوية.
إلى ذلك، عرفت أغلب مؤسسات التعليم الثانوي بالقنيطرة أشكالا احتجاجية عارمة على قرار الحكومة بخصوص الساعة الإضافية، والتي وحدت جل الثانويات بالمدينة، حيث خرج معظم تلاميذها للتظاهر في مسيرات تجوب شوارع القنيطرة.
وحسب ما عاينته «الأخبار»، فإن التلاميذ، القادمين من ثانويات وإعداديات الساكنية وأولاد أوجيه ومختلف أحياء المدينة، والذين كانوا يسيرون بشكل منظم تحت مراقبة السلطات ومختلف الأجهزة الأمنية، تجمعوا بالساحة الإدارية أمام قصر البلدية، منددين بشعارات صدحت بها حناجرهم ضد الاستمرار في الساعة الإضافية.
وبينما شلت حركة أغلب المؤسسات التعليمية بالإعدادي والثانوي، تناقل التلاميذ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا قادمة من العالم القروي بكل من ثانويات سيدي الطيبي وبنمنصور وسيدي علال التازي، حيث امتدت الاحتجاجات والتظاهرات الحاشدة والمسيرات غير المسبوقة ضد «ساعة العثماني»، إلى ضواحي مدينة القنيطرة.
هذا وأكدت مصادر مطلعة، أن فورة غضب الساعة الإضافية قد تعرف تطورات جديدة في استمرار الأشكال الاحتجاجية للضغط على الحكومة للتراجع عن قرارها.
وأكدت المصادر أن السلطات الإقليمية عملت على عقد اجتماع طارئ بعمالة القنيطرة، ضم مختلف الأجهزة الأمنية التي باشرت إعداد تقارير حول هذه الأزمة وما خلفته من آثار قد تزيد من الاحتقان في صفوف التلاميذ والطلبة.
وأفادت المصادر بأنه من المنتظر أن يرفع عامل القنيطرة تقريرا إلى وزير الداخلية حول هذا الوضع، في انتظار ما ستتخذه حكومة العثماني في ردها على ما خلفه قرار الاحتفاظ بالساعة الإضافية، وما خلفه من توتر واحتقان وشلل في قطاع التعليم بمختلف المؤسسات التربوية على الصعيد الوطني.
ورفع التلاميذ الغاضبون ضد أمزازي شعارات من قبيل «الشعب يريد تغيير الساعة» و«ولادكم قريتوهم وولاد الشعب شردتوهم»، وغيرها من الشعارات المطالبة بمراجعة التوقيت المقرر من طرف الوزارة الوصية. وتسببت احتجاجات التلاميذ في توقف حركة الترامواي بالدارالبيضاء صباح أمس (الجمعة)، حيث عمد مئات التلاميذ إلى احتلال سكة الترامواي على مستوى حي البرنوصي.
من جانبها، استغربت المصالح المسؤولة بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خروج التلاميذ للاحتجاج على تثبيت الساعة الإضافية، رغم القرارات الموازية التي تم اتخاذها لتفادي التأثير على السير العادي للدروس، فضلا عن تأكيد الوزير المسؤول عن القطاع على أن تثبيت الساعة الإضافية هو قرار يتعلق برئاسة الحكومة.