تمكنت دورية تابعة للبحرية الملكية بالدار البيضاء من إحباط محاولة للهجرة السرية بعرض بحر المحيط الأطلسي، بعد توقيف قارب كان على متنه عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال، فيما ألقت مصالح الشرطة القضائية بمدينة سلا وسرية الدرك الملكي بمدينة تمارة القبض على 20 متورطا في تنظيم العملية، وأحالتهم على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.
وجاء إحباط العملية إثر توصل عناصر الدرك الملكي بمركز «تمارة الشاطئ»، في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة الماضي، بإخبارية حول محاولة للهجرة السرية انطلاقا من شاطئ «سيدي العابد» بالهرهورة حيث تمت معاينة مجموعة من الشبان بينهم مواطنون يحملون جنسيات دول جنوب الصحراء، كانوا في انتظار قارب من النوع الكبير انطلق من شاطئ سلا وعلى متنه العشرات من المرشحين للهجرة بينهم أطفال ونساء، حيث اتفق معهم منظمو الرحلة سلفا على أنهم سيعرجون على شاطئ «سيدي العابد» لشحن الفوج الثاني من الشاطئ في وقت متأخر من الليل، وهي العملية التي تعذرت بعد ممانعة قوية من طرف المرشحين الذين كانوا على متن القارب والذين انطلقوا من سلا تفاديا لفشل المحاولة وافتضاح أمرهم، حيث فرضوا على المنظمين مواصلة الإبحار في عرض البحر وعدم الرجوع إلى البر.
وبعد دخول مصالح درك الهرهورة على الخط، تمكنت من إيقاف عشرة مرشحين فيما لاذ الباقون بالفرار، حيث جرى اقتيادهم إلى المركز القضائي بسرية تمارة من أجل البحث، واعترفوا بكل تفاصيل الرحلة وهوية المنظمين، في الوقت الذي استنجدت قوات الدرك الملكي والشرطة القضائية بسلا بالبحرية الملكية بالدار البيضاء ذات الاختصاص من أجل محاصرة القارب في عرض البحر حيث كان قد قطع مسافة مهمة تتطلب تدخلا خاصا، وقد تمكنت دورية تابعة للبحرية من توقيفه وتسليم كل المرشحين والمنظمين الذين كانوا على متنه، قبل أن تطيح الأبحاث بكل أفراد الشبكة المسؤولة عن تنظم عملية الهجرة التي جرى إحباطها.
وأحالت مصلحة الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا، صباح أول أمس الأحد، 16 شخصا في حالة اعتقال على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وقد قرر الوكيل العام وقاضي التحقيق إيداع 11 منهم السجن ومتابعة خمسة في حالة سراح، بتهمة تكوين عصابة إجرامية وتنظيم الهجرة السرية،
فيما أحالت عناصر المركز القضائي بسرية الدرك بتمارة، في التوقيت نفسه وبالتهمة ذاتها، أربعة متهمين آخرين جرى إيداع ثلاثة منهم سجن العرجات فيما تقرر متابعة المتهم الرابع في وضعية سراح.
يذكر أن عناصر مكافحة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط كانت قد أحالت، قبل أيام قليلة، شبكة خطيرة متخصصة في تنظيم الهجرة السرية والاتجار في البشر، كما تمكنت عناصر الدرك الملكي بمولاي بوسلهام بإقليم القنيطرة، قبل يومين، من إحباط محاولة تهجير عشرات الشباب والفتيات انطلاقا من الواجهة البحرية التقليدية المشهورة بالهجرة السرية الممتدة من مولاي بوسلهام حتى منطقة سيدي علال التازي.
وتفيد معطيات مؤكدة بأن مافيا الهجرة السرية تحاول استغلال انشغال الأجهزة الأمنية ومصالح الدرك الملكي بترتيبات موسم الاصطياف وتأمين المهرجانات، من أجل تنظيم عملية مكثفة للهجرة السرية، وهو ما تعكسه التدخلات المسجلة على مستوى الشريط الساحلي الممتد بين الجديدة والعرائش مرورا بشواطئ الدار البيضاء والمحمدية والصخيرات وبوزنيقة والهرهورة وسلا وشواطئ منطقة الغرب.