الداخلة: محمد سليماني
خيم موضوع استفادة أبناء جهة الداخلة وادي الذهب من أراض فلاحية، ضمن المشروع المهم الذي أطلقته، قبل أيام، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمتعلق بسقي 5200 هكتار بجهة الداخلة – وادي الذهب.
وبحسب المصادر، فإن أشغال الجمعية العامة للغرفة الفلاحية الجهوية المنعقدة، أول أمس الخميس، عرفت نقاشا مطولا حول طرق استفادة أبناء الجهة من أراض فلاحية ضمن هذا المشروع، بالرغم من أن جدول أعمال الدورة لا يتضمن هذه النقطة. واتفق الحاضرون على عقد دورة استثنائية بعد أيام لمناقشة الموضوع من خلال نقطة فريدة، على أساس الخروج بتوصيات ترفع إلى الوزارة الوصية، خصوصا وأن طرق الاستفادة من أراض فلاحية بمشروع سقي 5200 هكتار بمياه البحر المحلاة بالجهة، يراها بعض المنتخبين بالغرفة «تعجيزية»، وقد تحرم عددا كبيرا من أبناء وبنات الجهة المعطلين من الاستفادة من هذا المشروع.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أطلقت عبر وكالة التنمية الفلاحية، يوم 5 شتنبر الجاري، طلب العروض للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص حول الأراضي التابعة للملك الخاص للدولة بجهة الداخلة – وادي الذهب، على أن نهاية تلقي العروض من قبل المشاركين ستكون، يوم 29 دجنبر المقبل. ويندرج هذا المشروع في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس. ويهدف إلى إنشاء دائرة سقوية جديدة على مساحة 5200 هكتار، في إطار مشروع مندمج يضم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر تعمل بالطاقة الريحية، بجماعة بئر أنزران بإقليم وادي الذهب.
وبحسب المعطيات، فإن طلب العروض سيمكن من إسناد الأراضي التابعة للملك الخاص للدولة في المحيط الفلاحي الجديد لشباب مغاربة قاطنين بجهة الداخلة – وادي الذهب، وكذلك لمستثمرين خواص في إطار الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، عبر كراء طويل الأمد يتراوح بين 25 إلى 40 سنة، حسب نوعية المشاريع.
وبحسب المعطيات، فإن المساحة الإجمالية للدائرة السقوية سيتم توزيعها على 219 مشروعا؛ منها 100 مشروع صغير بين 5 و10 هكتارات موجه لفائدة شباب الجهة، و78 مشروعا متوسطا بين 10 و40 هكتارا، و34 مشروعا كبيرا بين 40 و147 هكتارا، ثم 7 مشاريع تجميع ذات مساحة تفوق 147 هكتارا. وسيتم تثمين هذه الأراضي عبر إنتاج الخضروات والبواكر، سيما منها المنتَجة داخل البيوت المغطاة، وكذا زراعات أخرى ذات قيمة مضافة عالية، وإنتاج الأعلاف. وسيمكن هذا المشروع المندمج من خلق دينامية اقتصادية مهمة بالجهة، إذ سيعرف إنتاج أكثر من 415.000 طن سنويا من البواكر، وإحداث قيمة مضافة تفوق مليار درهم سنويا، وخلق أزيد من 10.000 منصب شغل قار.
وبحسب المعلومات، فإن هذه الدائرة السقوية سيتم ري أراضيها الفلاحية، من خلال إنشاء محطة لتحلية مياه البحر. وستصل طاقة المحطة إلى 30 مليون متر مكعب في السنة، بتقنية التناضح العكسي. كما ستتم التهيئة الهيدروفلاحية عبر إنشاء شبكة الري، لتزويد الدائرة السقوية بالمياه المحلاة. ويصل الاستثمار الإجمالي إلى ملياري درهم، منها 1,53 مليار درهم كمساهمة للدولة، و470 مليون درهم تمثل مساهمة الشريك الخاص.