
الأخبار
علمت «الأخبار»، من مصادرها المطلعة، أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط أنهت، في وقت متأخر من مساء أول أمس الاثنين، ملف مقتل مشجع رجاوي بالحي الصناعي بحي التقدم بالرباط، الذي توبع فيه 17 شخصا بينهم قاصران بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، إذ أصدرت أحكامها القضائية الاستئنافية التي جاءت مؤيدة للأحكام الابتدائية، حيث بلغت في مجموعها 137 سنة سجنا نافذا في حق 15 متهما، وسنتين حبسا موقوف التنفيذ في حق متهمين قاصرين.
ووزعت الهيئة 130 سنة سجنا نافذا بالتساوي على 13 متهما، بمعدل عشر سنوات لكل متهم، فيما أدانت متهما بأربع سنوات حبسا نافذا، وقضت كذلك بإدانة متهم آخر بثلاث سنوات حبسا نافذا، أما متهمان قاصران متابعان في الملف نفسه فأدانتهما المحكمة بالحبس موقوف التنفيذ لمدة سنة واحدة في حق كل واحد منهما.
وتعود أطوار هذه القضية إلى مارس من سنة 2021، حيث كانت المصالح الأمنية سجلت مقتل مشجع رجاوي بعد الاعتداء عليه من طرف مجموعة من الأشخاص المحسوبين على مشجعي ناد رياضي بالرباط.
وكان المتهمون دخلوا في نقاش حاد مع الضحية بالقرب من الحي الصناعي باليوسفية بالرباط، تزامنا مع مجريات مباراة الكلاسيكو التي جمعت الغريمين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط آنذاك، والتي انتهت بالتعادل بين الفريقين.
وتحول النقاش إلى جريمة قتل بشعة، ذهب ضحيتها شاب عشريني ينحدر من مدينة تارودانت ويقطن بحي اليوسفية بالرباط.
وحسب معطيات حصرية كانت حصلت عليها «الأخبار»، هاجم أشخاص بينهم قاصران، شابا أبدى تعاطفه مع فريق الرجاء البيضاوي الذي اقتسم نقاط المباراة مع الجيش الملكي بقلب العاصمة الرباط، حيث جرى الاعتداء عليه باستعمال آلة حادة تسببت له في جروح خطيرة استدعت نقله إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، من أجل تلقي العلاجات الضرورية، قبل أن توافيه المنية متأثرا بالإصابات البالغة التي تعرض لها.
وجرى اعتقال خمسة أشخاص، بينهم قاصر من مواليد 2004، فور وقوع الاعتداء الشنيع الذي تعرض له الضحية المنحدر من إقليم تارودانت، والذي انتهى بوفاته بعد معاناة لمدة أسبوع بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، قبل أن تحيل عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية السويسي خمسة متهمين جدد بينهم قاصران من مواليد 2004، كشفت التحريات المنجزة أنهم ساهموا في مقتل الشاب.
وحسب معطيات الملف، فإن المتهمين الخمسة المتعاطفين مع فريق الجيش الملكي والمنحدرين من أحياء التقدم واليوسفية، والمزدادين سنوات 2004 و2002 و2000 و1997، التحقوا بخمسة من زملائهم سبق إيداعهم السجن، في وقت سابق، ووجهت لهم المحكمة تهمة محاولة القتل، قبل إعادة تكييفها تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والضرب والجرح المفضي إلى الموت، بالتزامن مع وفاة الضحية بمستشفى ابن سينا بالرباط، متأثرا بالجروح البالغة التي أصيب بها.
وقرر الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط إيداع كل المتهمين السجن وإحالتهم على قاضي التحقيق من أجل استنطاقهم رفقة باقي الموقوفين في هذا الملف.
وحسب معطيات، كانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الثالثة التقدم بولاية أمن الرباط، تمكنت في البداية من إيقاف خمسة متهمين بينهم قاصر، حيث تم إخضاعهم لمسطرة الحراسة النظرية وكذا المراقبة الأمنية بالنسبة للقاصر والاستماع إليهم في محاضر رسمية، قبل إحالتهم على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر إحالة أربعة منهم على قاضي التحقيق في حالة اعتقال، وهم من مواليد 1999 و2000 و2001، بينهم شقيقان فيما قرر الوكيل العام متابعة قاصر من مواليد 2004 في حالة سراح. ووجه الوكيل العام للمتهمين، الذين تبين أنهم يتعاطفون مع فريق الجيش الملكي، تهمة محاولة القتل والضرب والجرح البالغين بواسطة آلات حادة، المقرونين بالسرقة مع تعدد الجناة، واقتراف السرقات المشددة بالطرقات العمومية.
وبعد وفاة الضحية، اضطرت النيابة العامة إلى فتح المسطرة من جديد وفق تكييف جديد يتعلق بالضرب والجرح المفضي للموت، إضافة إلى تهم أخرى مرتبطة بتعدد السرقات وحمل السلاح الأبيض واستعماله في تنفيذ عمليات السرقة.