علمت «الأخبار»، من مصادرها المطلعة، أن مصالح الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط نجحت، أخيرا، بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالقنيطرة، في فك لغز عملية التهريب الدولي للمخدرات التي استعمل فيها بارونات مروحية متخصصة انطلقت من منطقة الغرب وحطت بنجاح بدولة البرتغال، محملة بما يناهز نصف طن من مخدر الشيشا.
وحسب المصادر، فقد أسفر البحث الأمني، الذي أنجزته الفرقة الوطنية للدرك والمصالح الجهوية بالقنيطرة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، عن اعتقال خمسة أشخاص، بينهم أربعة بارونات متخصصون في التهريب الدولي للمخدرات، ثلاثة منهم من ذوي السوابق القضائية، كما أطاحت التحريات بعنصر من القوات المساعدة بعد أن كشفت تورطه بشكل مباشر في مساعدة الشبكة الإجرامية على تنفيذ عملية تهريب لمخدرات جوا عبر طائرة هليكوبتر من منطقة الغرب، وتحديدا من سيدي علال التازي في اتجاه البرتغال. وأحالت عناصر الدرك المتهمين الخمسة على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بسوق أربعاء الغرب، حيث قرر وكيل الملك إحالتهم على قاضي التحقيق من أجل إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية حول التهم المنسوبة إليهم، حيث من غير المستبعد، حسب مصادر الجريدة، أن تكشف هذه الأبحاث عن تطورات تتعلق بتنفيذ الشبكة لعمليات مماثلة في وقت سابق بالأسلوب الإجرامي نفسه انطلاقا من الموقع ذاته بسيدي علال التازي في اتجاه الخارج وتحديدا إسبانيا والبرتغال.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن البارونات الأربعة وعنصر القوات المساعدة المتورطين في هذه الجريمة جرى إيداعهم السجن، في انتظار الشروع في استنطاقهم تفصيليا من طرف قاضي التحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة.
وحسب مصادر الجريدة، فإن البحث في هذه القضية، التي استنفرت كل الأجهزة الأمنية مركزيا وجهويا بالقنيطرة، مباشرة بعد الإعلان عن نجاح بارونات مخدرات في نقل شحنة مخدرات كبيرة تناهز 500 كيلوغرام جوا من منطقة سيدي علال التازي إلى البرتغال، سيتواصل في إطار تنسيق أمني ثنائي بين السلطات الأمنية المختصة بالمغرب والبرتغال من أجل الإطاحة بالمتهم الرئيسي، وهو بارون مغربي لا زال في حالة فرار، ويرجح أنه يتواجد بأوروبا، حيث سهر على كل التفاصيل والترتيبات المرتبطة بتهريب نصف طن من مخدر الشيرا على متن مروحية متخصصة انطلقت من نقطة برية متواجدة على الطريق الجهوية بتراب سيدي علال التازي، واستقبالها بالبرتغال.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن البارونات الأربعة الذين جرى إيقافهم في وقت قياسي بفضل أبحاث مكثفة للفرقة الوطنية والقيادة الجهوية بالقنيطرة، اعترفوا بهوية البارون مالك الشحنة، كما أفادت التحريات بكل التفاصيل المرتبطة بالترتيبات الممهدة لنقل شحنة المخدرات بين مواقع خاصة بالشمال وجماعة سيدي علال التازي، والتنسيق مع عنصر القوات المساعدة الذي يرجح أنه ساهم بشكل أوفر في نجاح عملية التهريب الدولي للمخدرات عبر طائرة الهليكوبتر الصغيرة مقابل رشوة كبيرة. وينتظر أن تؤكد التحقيقات طبيعة العلاقة التي تربطه بهذه الشبكة ومستوى إسهامه في العملية.
يذكر أن «مافيات» المخدرات كانت استنفرت السلطات المغربية بكل من الشمال والغرب، خلال السنوات الأخيرة، من خلال اعتمادها آلية التهريب الجوي للمخدرات عقب التضييق الأمني الذي واجهته على مستوى المراكز الحدودية والبحرية المألوفة، ومكنت تدخلات أمنية استباقية مشتركة بين كل الأجهزة الأمنية بالمغرب من إحباط عشرات العمليات التي استهدفت تهريب أطنان من المخدرات عبر طائرات مروحية متخصصة تعتمد كفاءات وربابنة محترفين ومناورات استثنائية لتمويه الرادارات وأجهزة المراقبة الجوية محليا وخارجيا .