شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

الأمطار تغرق شوارع الرباط وسلا

وفاة سيدة نتيجة انهيار منزلها بالعكاري وشوارع سلا تتحول إلى أنهار

النعمان اليعلاوي

شهدت مدينتا الرباط وسلا خلال أول أمس (الثلاثاء) حالة من الفوضى العارمة بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بكثافة منذ منتصف يوم الثلاثاء. هذه التساقطات كشفت من جديد هشاشة البنية التحتية وعدم جاهزيتها لاستيعاب كميات كبيرة من المياه، مما أدى إلى غرق العديد من الأحياء وتعطل حركة السير بشكل كبير.

تحولت عدة مناطق في المدينتين إلى أحياء منكوبة بسبب ارتفاع منسوب المياه، حيث تجاوز مستوى الفيضانات متراً واحداً في بعض الأحياء مثل تيليوين، احصاين، القرية، وسيدي موسى بسلا. وحيي العكاري ويعقوب المنصور بالرباط، كما تسبب هذا الوضع في عزل السكان وأدى إلى خسائر مادية جسيمة، حيث غمرت المياه بعض المنازل والمتاجر، وأعاقت حركة المرور بشكل شبه كامل.

وأدى هطول الأمطار العاصفية الغزيرة إلى ظهور شلال مفاجئ على منحدر إحدى الطرقات. وأثارت هذه الظاهرة دهشة السكان الذين تداولوا مقاطع فيديو توثق تدفق المياه بقوة، ما جعل المشهد أشبه بمنظر طبيعي خلاب وسط المدينة. ورغم الجمالية التي أضفاها هذا “الشلال” المؤقت، إلا أن الأمر كشف عن تحديات مرتبطة بالبنية التحتية وتصريف مياه الأمطار، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى إرباك حركة المرور في بعض الشوارع.

وفي تطور مأساوي، انهار منزل بحي العكاري نتيجة الأمطار الغزيرة، مما أسفر عن وفاة سيدة كانت بداخله. الحادث أثار موجة من الحزن والاستياء بين السكان، الذين طالبوا الجهات المعنية باتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات من تداعيات الأمطار الغزيرة.

لم يقتصر تأثير هذه الفيضانات على الشوارع والأحياء السكنية فحسب، بل امتد إلى وسائل النقل العامة، حيث تعطلت حركة الترامواي بين المدينتين، كما توقفت حافلات النقل العمومي الرابطة بين المدينتين عن نقل الركاب قبيل ساعة من موعد الإفطار، مما دفع العديد من المواطنين إلى قطع المسافات مشياً على الأقدام لعبور قنطرة مولاي الحسن. كما أن القنطرة الرئيسية محمد السادس، التي تربط بين سلا والرباط عبر نهر أبي رقراق، شهدت حالة اختناق مروري حاد استمر لساعات، خاصة قبيل موعد الإفطار.

على الرغم من تراجع حدة الأمطار في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء، إلا أن آثارها لا تزال واضحة في شوارع رئيسية بالعاصمة الرباط، مثل شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس، حيث استمرت حركة المرور في التعثر، وهو الأمر الذي  يطرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية البنية التحتية وقدرتها على مواجهة الأحوال الجوية الصعبة، خصوصا أن هذا المشهد يتكرر مع كل تساقطات مطرية غزيرة، مما يبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في منظومة الصرف الصحي وتحسين جودة البنية التحتية للحد من آثار الفيضانات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى