
مصطفى عفيف
تسببت الأمطار التي تهاطلت على برشيد، نهاية الأسبوع الماضي، في تعرية البنية التحتية الضعيفة، حيث تحولت عدد من شوارع وأزقة المدينة إلى مسابح وبرك في ظل انحباس المياه وتوقف وبطء تصريفها بسبب المجاري والقنوات الضيقة المخنوقة نتيجة ضعف الصيانة والعناية المكثفة. وتسبب تراكم المياه في جنبات الطرقات نسبيا في ارتباك لحركة السير، وزادت حدة الأمطار في ظهور عدد من الحفر في شوارع كبرى، على غرار الحسن الثاني وإبراهيم الروداني وزنقة المسفلة بحي البيضي.
ومع كل تساقطات مطرية يعيش السوق الحرفي بمدينة برشيد وضعا كارثيا، جراء الغياب التام للبنية التحتية، وسوء تنظيم الفضاءات الحرفية داخل السوق وظهور عيوب في عدد من قنوات تصريف مياه الأمطار، ما يتسبب في عزل أحياء سكنية وعدد من المحلات الحرفية والتجارية بالسوق الحرفي الذي يعرف الوضع نفسه كل سنة منذ المجالس المتعاقبة في غياب لأي حلول لتأهيل هذا الفضاء الحرفي، وذلك أمام مرأى المسؤولين، بالرغم من كونه يعتبر من أهم الأسواق الحرفية المعروفة على المستوى الجهوي، والذي يتوافد عليه الحرفيون، خاصة في مجال إصلاح مختلف الأجهزة من سيارات وشاحنات وآلات فلاحية وصناعية.
هذا الواقع عمقه غياب أي تدخل من الجهات المسؤولة على مستوى الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدارالبيضاء- سطات المكلفة بتدبير قطاع التطهير، لوضع حد للمعاناة التي يعيش على وقعها سكان أحياء المدينة الذين حاصرتهم مياه الأمطار التي عزلتهم عن باقي الأحياء، وهي وضعية تزداد سوءا بسبب غياب التجهيزات الضرورية الخاصة بتصريف المياه الشتوية التي تعرف عدة اختلالات من حيث ضعف تحمل البالوعات المرتبطة بقنوات تصريف مياه الأمطار، إذ فضحت تهاون الشركة الجهوية للتوزيع SRM ببرشيد، التي لم تعر أي اهتمام للنشرات الإنذارية والتدخل الاستباقي بعدما فضل مسؤولوها التظاهر بأخذ صور في كل خرجاتهم وخلق هالة إعلامية كونهم قاموا بحملة أسموها استباقية.
ومن جانبهم طالب الحرفيون الجهات المسؤولة بالتدخل لفك الحصار المضروب عليهم، بهيكلة الموقع أو البحث لهم عن بديل بعدما أصبحت البقعة الأرضية التي يوجد فوقها السوق تسيل لعاب مافيا العقار بالمدينة، سيما بعدما تم إخلاء الجزء الكبير منها الذي كان يوجد فوقه السوق الأسبوعي «اثنين برشيد»، وهو الفضاء الذي حوله البعض إلى تجميع الخردة من متلاشيات العربات والسيارات التي يتم تفكيكها وبيع أجزائها في غياب المراقبة.
وأكد الحرفيون أن السوق الحرفي تحول بسبب الإهمال وغياب البنيات التحتية إلى مطرح لرمي الأزبال والنفايات التي أصبحت تنتشر داخل السوق وخارجه، وهو وضع يزداد سوءا جراء الحالة الكارثية التي يعرفها السوق كل فصل شتاء، والذي تتحول أرضيته إلى مستنقعات وبرك مائية يصعب على المرء المرور من بعض الممرات بداخل السوق الحرفي، حيث يضطر الحرفيون إلى العمل فوق البرك المائية، مستعملين الأحجار والألواح الخشبية، معرضين أنفسهم للخطر بسبب الأسلاك الكهربائية ذات الجهد المرتفع «380 فولت» ببعض المحلات.
وفي هذا الصدد، تعرف عدد من الأحياء وسط برشيد مشاكل جمة، تزامنا مع زخات المطر التي تهاطلت على المدينة. وطالبت فعاليات محلية بتدخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء- سطات بصفتها المكلفة بتدبير مرفق الماء والكهرباء والتطهير السائل، من أجل التعجيل بتنقية المجاري المائية العمومية مع دخول موسم الأمطار.