النعمان اليعلاوي
ما زال تأهيل المدينة العتيقة بالرباط يثير المزيد من الجدل، بعد ظهور اختلالات في الأشغال، على رأسها أشغال تبليط أزقة المدينة بما فيها الواجهة الرئيسية على مستوى شارع القناصل وبمحاذاة السوق المركزي. وكشفت مصادر مطلعة أن الشارع المذكور كان خضع لترميم خلال العام الماضي في إطار برنامج التهيئة للمدينة العتيقة للرباط ومشروع «الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية»، والذي يستمر منذ سنوات، توضح المصادر، مؤكدة أن وضعية الأرضية والرصيف على مستوى الأزقة الرئيسية للمدينة العتيقة ستعجل بزيارة للجان تقنية إلى المدينة العتيقة رفقة مسؤولين من الولاية والمسؤولين المحليين، من أجل الوقوف على طبيعة الاختلالات.
هذا وتسببت الأمطار الأخيرة، التي عاشتها مدن الرباط وسلا، في انكشاف عيوب تقنية خطيرة على مستوى رصيف أزقة المدينة، حيث يعاني زوار المدينة وسكانها من تطاير المياه المتراكمة أسفل البلاط الإسمنتي المركب في أرضية الأزقة، بل إن تلك الأرضية تحولت في بعض المقاطع إلى برك مياه صغيرة حالت دون عبور المارة، ناهيك عن أن عدم تناسق تركيب أحجار الرصيف تسبب، حسب مصادر «الأخبار» من تجار السوق المركزي، في وقوع حوادث لسقوط المارة، تشير المصادر، مبينة أن المشروع أشرفت عليه شركة الرباط للتهيئة بميزانية بلغت 90 مليون درهم، وبرزت عيوب تقنية في عدد من المرافق والأرصفة تورط الشركة التي كلفت بالأشغال وتتطلب تدخلا عاجلا لعلاجها.
في السياق ذاته، أعرب تجار السوق المركزي عن استيائهم من الوضع الحالي، حيث رصدوا تجمع المياه أسفل الأرضية، ما تسبب في ظهور الأوحال وانتشار البعوض والروائح الكريهة، بالإضافة إلى معاناتهم وزوار المدينة العتيقة من المياه النتنة المتطايرة بسبب تحرك قطع الرصيف، موضحين أن هذا الإشكال يعكس نقصاً في جودة الأشغال المنجزة، معربين عن مخاوفهم من أن يُطلب منهم مرة أخرى إغلاق محلاتهم لإصلاح العيوب. وقال أحد التجار، في تصريح لجريدة «الأخبار»، «اضطررنا لإغلاق محلاتنا لعامين أثناء تنفيذ الأشغال، لكن النتائج لم تكن بالمستوى الذي توقعناه. اليوم نعاني من سوء جودة الأرضيات، وإغلاق ممر السيارات بمنطقة باب الأحد أثر سلباً على حركة الزبائن».