شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

الأمطار تحول قاع أسراس بشفشاون إلى «منطقة منكوبة»

التساقطات الغزيرة أظهرت هشاشة البنيات التحتية

شفشاون: محمد أبطاش

 

تحولت القرية الساحلية قاع أسراس، التابعة لجماعة تزكان بإقليم شفشاون، إلى ما يشبه منطقة منكوبة، إثر التساقطات الطوفانية التي تهاطلت على الإقليم بعد زوال أول أمس الخميس، حيث تسببت في فيضانات وعرّت البنيات التحتية لهذه المنطقة الساحلية.

وقالت مصادر من عين المكان، في تصريح لـ«الأخبار»، إنه بعد انحسار مياه الأمطار، التي اجتاحت قاع أسراس، ظهرت المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنطقة، حيث كشفت السيول هشاشة البنية التحتية وعدم جاهزية مشاريع تصريف المياه والصرف الصحي. هذه الوضعية المتردية تطرح أدوار الجماعة المحلية في تدبير الشأن العام ومدى تحملها لمسؤولياتها تجاه السكان، تشير المصادر نفسها.

وأكدت المصادر ذاتها أن سكان قاع أسراس يعانون منذ سنوات من سوء التخطيط وضعف الخدمات الأساسية، لكن الكارثة الأخيرة أظهرت مدى تدهور الأوضاع، فمشروع الصرف الصحي، الذي كان من المفترض أن يحد من الأضرار، فشل في أداء دوره، بل ساهم في تفاقم الوضع، بحيث أغرقت الأوحال الشوارع، وتآكلت الطرق وانهارت البنية التحتية تحت أول اختبار حقيقي.

وأوردت المصادر نفسها أنه في الوقت الذي انتظر المواطنون تدخلاً سريعًا لإصلاح الأضرار، لم تُبادر الجماعة المحلية بأي إجراءات عملية، واكتفت بالمراقبة دون تقديم حلول ملموسة. فضلا عن تسجيل غياب الصيانة الدورية وسوء تدبير المشاريع التنموية، ما جعل الفيضانات الأخيرة أزمة أكبر مما كان متوقعًا.

وأمام هذا الوضع، يطالب السكان بمحاسبة الجهات المسؤولة داخل الجماعة المحلية على التقصير في إنجاز المشاريع الضرورية، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية، ويدعون إلى إعادة النظر في طريقة تدبير الميزانيات، ويشددون على توجيهها نحو تحسين الخدمات الأساسية بدل إنجاز مشاريع غير مكتملة لا تصمد مع تحول الظروف الطبيعية.

ونبّهت المصادر ذاتها إلى أن الأمطار قد تجف، لكن آثارها ستظل شاهدة على الإهمال وسوء التخطيط، في الوقت الذي سُجّلت خسائر مادية كبيرة بعدما فاضت مياه الأمطار على عدد من المحلات التجارية بالمنطقة، ناهيك عن تضرر عدد من الشوارع بسبب الأوحال، في وقت جرفت المياه الإسفلت ببعض الأزقة باتجاه الساحل المحلي، وسط مطالب بضرورة تفعيل المحاسبة في حق الجهات الوصية بالمنطقة، خاصة وأن قاع أسراس معروفة خلال الفترة الصيفية بكونها من أكثر المناطق التي تشهد ضغطًا على جميع الأصعدة، سواء من خلال الحركية الاقتصادية أو كراء الشقق والمساحات للمخيمات الصيفية وغيرها، في حين لا يزال التهميش سيد الموقف بهذه المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى