الأخبار تكشف مخطط «البيجيدي» لإحكام القبضة على طنجة وتحويلها إلى جبهة انتخابية
طنجة: محمد أبطاش
ظل حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، طيلة عقود، يوسع من قواعده الانتخابية، عبر ما يشبه «تفخيخ» عاصمة البوغاز بواسطة الدعم العمومي تارة والأموال الخليجية والأمريكية تارة أخرى، حتى جاءت الانتخابات الجماعية الأخيرة، ليكتسح عموم المجالس والمقاطعات المحلية بأغلبية مطلقة. ورغم أنها لم تشكل قط، مفاجأة للمتتبعين والعارفين بخبايا المدينة على المستوى السياسي، فإن الحزب ظل ينتظر هذه الفرصة لسنوات لتحويل مرافق عمومية خدمة لأجندته.. ضمن هذا التحقيق، «الأخبار» تميط اللثام عن حقائق حول تدافع ما هو سياسي بالديني، تجتهد حياله عائلات لإخراج خرائط هندسية جديدة للمدينة، وعلى رأسها الداعية نعيمة بنيعيش وزوجها نور الدين بنصبيح، بإيعاز من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، كما ننشر وثائق لتمويلات خليجية وأجنبية تقدر بملايين الدراهم بعدما رفعت السرية عنها، وسط استغلال لليتامى والمعوزين سياسيا، واختراق خطير لقطاع التعليم الحساس..
العون والإغاثة.. سر التوسع
يمكن تلخيص جمعية العون والإغاثة في جملة مقتضبة جاءت على لسان عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، خلال كلمته في مؤتمر حزبي بمدينة الرباط في دجنبر سنة 2014، حين قال في معرض حديثه عن لقاء جمعه بالداعية نعيمة بنيعيش وزوجها نور الدين بنصبيح العمراني، إذ عبرت له عن مدى نجاح عملية إيواء الأطفال اليتامى، ليطلق جملته الشهيرة موجها كلامه للمؤتمرين في الحزب حين قال «هناك جمعية معروفة بطنجة تعول الآن 3000 يتيم.. وإذا أراد الله أن تكبروا فستكبرون»، وكان بنكيران يقصد بكلامه هذه الجمعية التي تأسست في سنة 1994، وتعتبر من أكبر المشاريع الخيرية التي تحولت بعد سنوات من بسط حزب العدالة والتنمية لنفوذه على مدينة طنجة، إلى لغز محير من حيث التمويلات التي تتلقاها، فضلا عما يجري داخل هذه المؤسسة. ورغم خروج بعض اللوائح عن الأموال التي توصلت بها إلى العلن، إلا أن هذا الإطار الذي اختلط فيه ما هو ديني بما هو سياسي يثير الكثير من التساؤلات، خصوصا وأن لائحة أعضاء هذه الجمعية توضح أن هناك تداخلا عائليا مثيرا، وكما توجد ابنة البرلماني محمد الدياز وعدد من الوجوه المحسوبة على الحركة والحزب، فإن عائلة «آل بنيعيش» لها سحر كبير على ما يجري. ورغم كون نور الدين بنصبيح العمراني يوجد في منصب رئيس الجمعية، وزوجته الداعية في ذيل اللائحة كمستشارة، إلا أن أكثر من مصدر أكد على أن هناك تحكما كبيرا يمارسه الشخصان المذكوران، واللذان يعتبران، في الآن ذاته، اليد اليمنى وأذن الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران في التوصل بما يجري بالمدن الشمالية، كما أن زوجته نبيلة بنكيران مقربة من الداعية نعيمة بنيعيش. فمن تكون إذن هذه الداعية محط ثقة زعيم الإخوان المسلمين بالمغرب ؟
من خلال الاطلاع على السيرة الذاتية، يظهر تدرج هذه السيدة في سلم العمل الجمعوي بمدينة طنجة، كما أنه لا يمكن الحديث عن الحزب والحركة دون الإشارة إلى عائلة بنيعيش بعاصمة البوغاز. وقد ولدت نعيمة بنيعيش سنة 1961 بمدينة وزان، وحصلت على الإجازة سنة 1984 في اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله.
وشغلت عددا من المهام وهي حاليا رئيسة المجلس الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، وهو أحد أكثر الأذرع النسوية لـ»البيجيدي»، وتشرف أيضا على المعهد النسوي للتكوين الشرعي الذي يدعى «عائشة أم المؤمنين»، وهو مركز يتم خلاله استقطاب العشرات من النسوة تحت غطاء «إصلاح ذات البين والتوجيه الأسري والديني». وقد أسس هذا المعهد على يد والد بنيعيش الذي كان أحد وجهاء الحزب والحركة على مستوى مدينة طنجة.
وتظهر سيرتها الذاتية أيضا أنه سبق أن اشتغلت بعدد من المناصب، بشكل متشعب إلى درجة اختراق كل الجمعيات المحلية، نظرا لعدم وجود الثقة بين «الإخوان» محليا. كما أن هذه السيدة التي تدير شؤون الحزب من الخلف محليا حصلت على الإجازة في الوعظ والإرشاد المعترف بها من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1996، وتعتبر كذلك عضو اللجنة العلمية لوزارة الأوقاف على مستوى مندوبية طنجة أصيلة، وهي عضو بالبعثة العلمية لوزارة الأوقاف والشؤون بالحج خلال سنة 2005، ومسؤولة عن البعثة الدعوية النسوية ببلجيكا خلال سنة 2002 إلى حدود سنة 2005.
وبالعودة إلى جمعية العون والإغاثة التي لا يمكن الحديث عنها بدون الرجوع إلى العلاقات العائلية المتشابكة واختلاط ما هو سياسي بالديني، والذي يتمثل في الانطباع الذي تركته الداعية بنيعيش وزوجها العمراني بنصبيح، فإن تمويلات خليجية قد تم ضخها في حسابات هذا الإطار الذي يلعب دورا كبيرا في الآلة الانتخابية لـ «البيجيدي». وتكشف الوثائق التي تم الإفراج عنها من طرف وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إبان وجود الوزير الحبيب الشوباني على رأسها، أن ما يقارب 7 ملايين درهم قد حصلت عليها الجمعية من حوالي 7 مؤسسات دولية وعلى رأسها جمعية قطر الخيرية، فضلا عن مؤسسة الشيخة البحرينية منيرة بنت عيسى بن سلمان آل خليفة، وهيئة الإغاثة الإسلامية ببلجيكا، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة الوفاء للإغاثة بلندن، وجمعية العون الإسلامي بلندن، إلى جانب قنصلية كندا المعتمدة بالمغرب، وذلك ما بين فاتح يناير سنة 2007 إلى حدود دجنبر من السنة نفسها، أي في أقل من سنة، في حين تبقى معظم التمويلات التي تتلقاها الجمعية منذ تاريخ تأسيسها ضمن أسرار لا تخرج عن دائرة «أهل الثقة»، وعلى رأسهم زوجة رئيس الحكومة نبيلة بنكيران وعائلة آل بنيعيش ومن يدور في فلكها.
ورغم أن الجمعية تقول إن من ضمن أهدافها تحقيق التكافل الاجتماعي، فإن الدعم العمومي الذي تمنحه المجالس الجماعية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجالس الجهوية والإقليمية، يجد طريقه إلى الجمعية، إذ تحظى ملفاتها بالأسبقية. وتكشف المعطيات المتوفرة أن الجمعية حصلت على حوالي 8 ملايين سنتيم خلال الشهرين الماضيين، بعد تربع حزب العدالة والتنمية على رئاسة مجلس جماعة طنجة.
وتستغل هذه الجمعية كل ما يتعلق بما هو خيري بالدرجة الأولى كتوزيع أضاحي العيد وقفة رمضان على الفقراء الموجودين بأحزمة الفقر بالمدينة، وكذلك توجيه وتأطير مرضى الصم والبكم.
التعليم .. ضيعة التوحيد و«البيجيدي»
لم تغفل حركة التوحيد والإصلاح الحقل التربوي، باعتباره أحد أكثر القطاعات حساسية على مستوى مدينة طنجة، رغم أن الدولة سبق أن فطنت إلى ضرورة إبعاد القطاع عن حسابات السياسيين، غير أن أكثر من مصدر أجمع على تعرض التعليم للاختراق أمام أنظار المصالح الوصية. وضمن هذا التحقيق أسرت لنا مصادر بأن الحركة باتت تتدخل في الشأن التعليمي وفي اختصاصات وزارة التربية الوطنية من خلال تنظيم حفلات لتوزيع الهدايا والجوائز على المتفوقين بطريقة انفرادية، من دون توقيع أية شراكة مع الوزارة الوصية، عبر استشارة مصالحها في هذا الأمر، ثم إن هناك جمعيات تابعة للحزب تعمل هي الأخرى على نفس النهج، عبر دعم التمدرس والدخول المدرسي، حيث باتت بحسب المصادر ذاتها، تنافس المشروع الملكي «مليون محفظة». ويمكن قياس هذا الأمر بوجود عملية اختراق كبرى لمصالح نيابة التعليم بمدينة طنجة.
وأبدت مصادر على اطلاع تخوفها من تسريب المعطيات الشخصية السرية لعشرات الآلاف من التلاميذ قصد استغلال خرائط الأحياء الفقيرة انتخابيا من خلال مساعدة التلاميذ المعوزين. ويظهر ذلك جليا من خلال دخول جمعية العون والإغاثة، التي تعتبر من أكبر الأذرع الخيرية للحزب محليا، على الخط عبر تكوين حوالي 3000 مستفيدة من برنامج محوالأمية تقيمه هذه المؤسسة لأمهات الأيتام، فضلا عن أبنائهم الذين يتم تكوينهم في هذا الصدد عبر «مشاريع انتخابية معدة سلفا».
عدد من العارفين بقطاع التعليم محليا أكدوا في لقاءات مع «الأخبار»، أن حزب العدالة والتنمية عبر ذراعه الدعوي التوحيد والإصلاح يستغل العوز، وكذا الفراغ الذي تتركه الدولة في هذا الإطار، لاختراق الشأن التربوي، مما يسهل التأثير على هؤلاء الفقراء، بعيدا عن أي تأطير له علاقة بما هو وطني بالدرجة الأولى.
ومن الحقائق التي توصلنا بها أثناء البحث والتنقيب في هذا الملف، أن جمعية تدعى كرامة لتنمية المرأة، والتي تترأسها وفاء بن عبد القادر، أحد وجوه الحزب بطنجة، شرعت منذ الأسابيع الماضية في تنظيم «قافلة تحسيسية» داخل المؤسسات التعليمية تحت موضوع «من أجل وسط دراسي آمن». وقامت في هذا الصدد مجموعة من المنخرطات بعملية تأطير التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية وسط فراغ مؤسساتي للمصالح الوصية على القطاع، فضلا عن القطاعات الموازية في هذا الشأن.
خلايا ومواقع
بدأ حزب العدالة والتنمية يتجه نحو شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، منذ دخوله غمار التسيير بمدينة طنجة، حيث أسس موقعا يدعى «الشمالي.ما» خلال سنة 2015، وكثيرا ما يروج داخل دواليب الحزب أن وراءه رئيس مقاطعة بني مكادة والبرلماني محمد خيي، وسط تستر كبير، غير أن معلومات حصلت عليها «الأخبار» تكشف أن الموقع أسس من طرف أحد الوجوه الخفية لحركة التوحيد والإصلاح ويدعى (محمد. ت)، وينشط في فرق الأنشودة بالحركة. ويعتبر حسب المعلومات المتوفرة، من ضمن أكثر المهووسين بالمجال الإعلامي والتدوين، منذ سنوات، حيث سبق له أن أطلق مدونة، خلال انتعاش المواقع الاجتماعية، قبل ظهور الصفحات الاجتماعية، كما أن هذا الموقع، يصنف حاليا ضمن المشاريع الإعلامية التي يضخ فيها أموال مهمة، قصد دفع تنقلات بعض الطلبة الذين يشتغلون بها وآخرون ضمن خلايا جمعوية مهمتها تتبع أنشطة رؤساء المقاطعات وعمدة المدينة ومجابهة الخصوم، وكل ما يتعلق بالحزب محليا.
ريع المجالس
لم يكن سكان طنجة يضعون في حسبانهم أن حزب العدالة والتنمية الذي اكتسح المجالس المحلية بأغلبية مطلقة، سيحول مرافق عمومية لخدمة أجندته السياسية بالدرجة الأولى، ضدا على إرادة السكان في ما يتعلق بالبنيات التحتية وتأهيل المدينة، خصوصا أن الفترة السابقة شهدت اختلالات على نطاق واسع من حيث العمران وفي بعض الجوانب الهامشية.
وسبق أن حصد الحزب 49 مقعدا، من أصل 85 مقعدا، بفارق 36 مقعدا عن الحزب الثاني المنافس، وهو الأصالة والمعاصرة الذي لم يتجاوز 13 مقعدا، حيث ستمنح لأول مرة لـ «البيجيدي»، مجموع أصوات تناهز 60 ألف صوت، وتمكن من اكتساح جل المقاطعات الأربع للمدينة بمجموع 169 مقعدا.
ولم تكن هذه النتائج مفاجئة بالنسبة لعدد من العارفين بالشأن الداخلي للحزب. وفي هذا الصدد يقول مصدر سبق أن انشق عن الحزب إن هذا الاكتساح جاء بعد سنوات من العمل الجمعوي بالدرجة الأولى، وهو ما سيجعل «البيجيدي» يسخر كافة الإمكانيات بما فيها العامة والخاصة، لتغذية هذه الجبهات استعدادا للسنوات المقبلة. ويظهر مضمون حديث هذا المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بشكل جلي خلال أولى أسابيع التدبير، إذ سيتم ضخ حوالي 11 مليون درهم في حسابات الجمعيات ذات الطابع الرياضي، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يتم تخفيض هذه الأرقام المالية، فاجأ المجلس الجماعي الكل برصد أزيد من 5 ملايين درهم فقط للجمعيات الاجتماعية والثقافية، وستحصل منها حوالي 18 جمعية تابعة لحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح على مبلغ مالي قدره خلال 515 ألف درهم، وحصلت منه كل من جمعية العون والإغاثة ومعهد عائشة «أم المؤمنين» الذي تشرف عليه الداعية نعيمة بنيعيش، على مبلغ 160 ألف درهم، رغم أن هذه الأذرع الجمعوية تتلقى مبالغ مالية طائلة من الدول الخليجية والأوروبية والأمريكية.
الشبكات العائلية
تبقى الشبكات العائلية النافذة أحد أهم مصادر الدعم والتقوية لجبهات الحزب على مستوى عاصمة البوغاز، ويقول عدد من العارفين بأسرار «البيجيدي»، أن هناك وجهاء بالمنطقة من كبار التجار في استيراد الملابس الإسلامية من المملكة العربية السعودية إلى جانب بعض الدول الخليجية، حيث يبدون تعاطفهم مع الحزب والحركة محليا، وفي هذا الصدد لا يمكن إغفال الشبكات الموجودة بشكل مثير داخل المجالس المنتخبة، والتي تحكم قبضتها في إطار جبهات وأجنحة طالما تحارب عائلة أخرى، كما أن هذه العائلات تمتد حتى قلب الجمعيات والأطر القوية، وعلى رأسها الداعية بنيعيش وزوجها نور الدين بنصبيح اللذين يعتبران من مهندسي الحركة والحزب بطنجة بإيعاز من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، ففي مقاطعة السواني لوحدها، يظهر نفوذ العائلات، إذ إن سعيد القضاوي رئيس اللجنة المالية داخل المقاطعة، وزوجته سعيدة البقالي، نائبة الرئيس التي تسللت «حظا»، إلى اللائحة بعد تخلي ابنتهما عن المنصب عقب زواجها خارج أرض الوطن، كما توجد أيضا داخل هذه المقاطعة عائشة مجاهد أحد أكثر العارفين بقضايا الشأن الجمعوي المحلي، والتي أسند لها الإشراف على لجنة الجمعيات داخل مجلس طنجة، ولا يمكن الحديث عن مجاهد دون الإشارة إلى زوجها البرلماني والنائب الثالث للعمدة محمد الدياز، والذي سبق أن خرج من حزب التجمع الوطني للأحرار، ليلتحق بعدها بحزب «البيجيدي»، حيث عمر كثيرا على مستوى عاصمة البوغاز ويتم تحضيره من جديد للانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أن ابنتهما توجد داخل الهيكل التنظيمي لجمعية العون والإغاثة، وتعتبر أذن وأعين أبويها داخل الجمعية. وبمقاطعة المدينة نجد أيضا النائبة الثانية للرئيس آسية أكناو وزوجها نبيل الطيبون في المقاطعة ذاتها.
هذه الشبكات توجد أيضا داخل مقاطعة بني مكادة والمتمثلة في عائلة الصمدي التي تحاول فرض اختياراتها بالمدينة، وسط صراعات خفية أجمعت عدد من المصادر أنها ستخرج إلى العلن خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزامنا واللوائح الانتخابية استعدادا للسابع من أكتوبر.
مجابهة الخصوم
يتوفر حزب العدالة والتنمية وبعض أذرعه النقابية على عدد من الأطر المحلية، الموجودة بكثافة داخل الأسواق المحلية، وقد ظهرت هذه الجمعيات وغيرها، بشكل مباشر منذ الانتخابات التشريعية التي حملت الحزب إلى التسيير المحلي، حين شرعت في قيادة الحملة الانتخابية، فعلى مستوى السوق المركزي لبني مكادة، فإن عددا من الوجوه المحسوبة على الحزب تتوفر على رابطة سبق أن وقفت في طريق المئات من التجار، بعد صدور قرار الإفراغ في حقهم، كما يترأس الرابطة المركزية النائب الأول لرئيس الصناعة والتجارة والخدمات، ويعتبر الأخير أكثر العناصر النشيطة بالسوق المشار إليه، فضلا عن مقاطعة بني مكادة بشكل شامل.
ومن الأطر التي أسست كذلك في إطار التدافع السياسي والنقابي، نجد رابطة أخرى على مستوى سوق «كسبارطا»، ويرأسها سعيد أهروش، النائب الثالث لرئيس مقاطعة السواني عن «البيجيدي» وتدعى «رابطة تجار وحرفيي سوق الحي الجديد والأحياء المجاورة». وتوصف هذه الرابطة داخل السوق بـ «المنبوذة»، نظرا لكون المئات من التجار يمقتون المسؤول المشار إليه، حتى أنه تقول بعض المصادر، كان رأسه مطلوبا أثناء توقيعه على شراكة مع السلطات المحلية بغرض تحويل السوق إلى المشروع الجديد، وهو ما خلف حالة من الغضب كادت أن تصل حتى قلب منزل أهروش المجاور للسوق، خصوصا وأنه يتوفر على محلات تجارية، فضلا عن منازل أخرى فاخرة مجاورة لهذا السوق كما توضح ذلك المعلومات المتوفرة على هامش هذا التحقيق.
وقد تحولت الأطر المذكورة في رمشة عين، إلى مدافع صوبت اتجاه التجار لمجابهتهم للحيلولة دون القيام بأية خطوة معارضة لـ «إخوان بنكيران» محليا، ولعل ما جرى بالسوق المركزي لبني مكادة، بحسب المصادر، يعتبر أكبر مثال حول نية حزب «البيجيدي» في محاولة إحكام القبضة على التجار خدمة لأجندته الخاصة.