الـمَهْـدي الـكًــرَّاوي
كشفت تسجيلات هاتفية تتوفر «الأخبار» حصريا على مضمونها عملية رشوة من العيار الثقيل، بعد تكليف منتخب من العدالة والتنمية يشغل مهمة كاتب فرع الحزب بتوصيل رشوة قيمتها 70 مليونا إلى عصام اجريد، المستشار الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة، ليلة انتخاب رئيس وأعضاء المجلس الإقليمي لآسفي، أول أمس السبت.
وقام المستشار الجماعي عصام اجريد عن حزب الأصالة والمعاصرة باستدراج منتخبين وقياديين كبار من أحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، حيث اتصلوا به عبر هاتفه النقال من هاتف ثابت يعود لملياردير استقلالي معروف في آسفي، وقاموا بإغرائه بالتصويت لصالح عبد المجيد موليم، المرشح الاستقلالي لرئاسة المجلس الإقليمي، المدعوم من قبل حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار.
وكشفت التسجيلات الصوتية محادثات ومفاوضات حول المبلغ المقترح للرشوة، حيث تم الاتفاق النهائي على تسليم المنتخب عصام اجريد عن حزب الأصالة والمعاصرة رشوة بقيمة 70 مليونا نقدا، سيتكلف منتخب كبير من حزب العدالة والتنمية يشغل مهمة كاتب فرع بإيصالها إليه ليلا عبر سيارة بسائق خاص، وهي المفاوضات التي تدخل فيها ملياردير استقلالي عبر الهاتف وقدم نفسه للمتحدث وأعطاه كل الضمانات ليتوصل بالمبلغ المتفق عليه، في مقابل تصويت منتخب الأصالة والمعاصرة لصالح المرشح الاستقلالي.
وفاجأ المنتخب عن حزب الأصالة والمعاصرة محدثيه عبر الهاتف في نهاية المفاوضات وتظاهره بقبول الرشوة وطرق تسليمها، حين خاطبهم بالقول: «ماحشمتيش سيدنا كايحارب في الفساد وانت كتدير فيه»، مباشرة بعدها انقطع الاتصال، بعد محادثات بالعشرات من التسجيلات الهاتفية الموثقة، والتي ذكرت فيها أسماء وصفات قياديين ومنتخبين كبار من العدالة والتنمية وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار.
وأكد مصدر رسمي من حزب الأصالة والمعاصرة، أن الأخير سيضع ابتداء من اليوم الاثنين نسخا من كل هذه التسجيلات مع الهاتف النقال للمستشار الجماعي عصام اجريد رهن إشارة الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي، لمباشرة التحقيق القضائي وترتيب الآثار القانونية لهذا الفساد الانتخابي، الذي وصل فيه شراء الصوت الواحد إلى 70 مليونا نقدا.
من جهته، فاز عبد الله كاريم عن حزب الأصالة والمعاصرة برئاسة المجلس الإقليمي لآسفي لولاية ثالثة مدعوما بحزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، في مواجهة الاستقلالي عبد المجيد موليم المدعوم من قبل العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، حيث حصل كاريم على 12 صوتا من أصل 23، في حين لم يحصل موليم سوى على 10 أصوات.