محمد اليوبي
أشرف مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، أول أمس الثلاثاء، على افتتاح المركز الثقافي الصيني بالرباط، وذلك إلى جانب كل من وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، ووزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد، ونائب وزير الثقافة الصينية، لي جين زاو، والسفير الصيني المعتمد بالرباط، لي لي.
وأبرزت مديرة المركز والمستشارة الثقافية بالسفارة الصينية، تشين دونغ يون، أن هذا المركز، الذي يقع وسط حي أكدال على مساحة 2500 متر مربع، ويضم قاعات للعرض وقاعة للمؤتمرات والندوات وقاعات للتكوين والتدريس ومكتبة، سيمكن من تعزيز «التبادل والتعاون الثقافي» بين الصين والمغرب، كما سيلعب دورا هاما في الشراكة الاستراتيجية والتبادل الثقافي بين الصين والمغرب، لأنه يوفر منصة وفرصة للتفاهم المتبادل والتعاون بين حكومتي الصين والمغرب، والمؤسسات الثقافية والفنية في كلا البلدين.
وقال نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، لي جئن زاو، إن المركز الثقافي الصيني بالرباط هو «طريق للتبادل الثقافي في الاتجاهين»، ووسيلة للتعريف بالثقافة الصينية لدى الشعب المغربي وبالثقافة المغربية لدى الصينيين. وأضاف المسؤول الحكومي أن علاقات الصداقة بين الصين والمغرب شهدت «تطورا سريعا ومطردا» خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على أهمية «العمل أكثر للتعرف على الثقافة والحضارة المغربية العريقة والحديثة معا».
وأكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في كلمة ألقاها بمناسبة إطلاق المركز الثقافي الصيني بالرباط، وهو الثاني من نوعه في العالم العربي والـ 36 في المستوى العالمي، أن هذه البنية تشكل تجسيدا لـ«تجذر» العلاقات الثقافية الصينية- المغربية و«انفتاحهما على مختلف المجالات»، مشيرا إلى أن «إطلاق مؤسسات ثقافية صينية في المغرب مؤخرا يتوج رحلة طويلة من التبادل في مجال الكتاب والفنون، لا سيما من خلال الأسابيع الثقافية المنتظمة التي ينظمها كلا البلدين ومشاركتهما في مختلف الأنشطة التي ينظمها كلا الجانبين في مختلف المدن المغربية والصينية»، وأضاف قائلا: «إن هذا التقارب بين الصين والمغرب تدعمه حاليا مؤسسة متخصصة ستحمل بالتأكيد قيمة مضافة للتعاون الثقافي بين الصين والمغرب تحت القيادة الرشيدة لقائدي البلدين».
ومن جهته، ذكر سفير الصين الشعبية في المغرب، لي لي، بأن دور المركز الجديد يتمثل في تقديم الثقافة الصينية للجمهور المغربي، وتعزيز أواصر الصداقة بين المواطنين الصينيين والمغاربة، من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات والعروض الفنية والأنشطة الثقافية الأخرى، معتبرا أن هذه المؤسسة الثقافية، الأولى من نوعها التي أنشأتها الحكومة الصينية في المغرب، تشكل «أرضية دائمة للقاء بين الثقافتين الصينية والمغربية»، مشيرا إلى أن تدشينها يتزامن مع انبثاق «آفاق واعدة في العلاقات الصينية- المغربية».
ويندرج افتتاح المركز الثقافي الصيني بالرباط في إطار مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2016 بين ممثلي وزارة الثقافة بالصين والمغرب، ويعكس بشكل كامل الأهمية التي يوليها كلا البلدين للتبادل الثقافي، وسيعرف المركز تنظيم العديد من المعارض الثقافية والمؤتمرات والمنتديات والأنشطة الثقافية الأخرى، بالإضافة إلى الدروس والدورات التدريبية لتعلم اللغة والحرف التقليدية الصينية، لتكون بوابة للمواطن المغربي للتعرف والاقتراب أكثر من الثقافة الصينية.
هذا وكشفت مستشارة السفير الصيني، في تصريح سابق لـ«الأخبار»، أن المركز له خمس وظائف، حددتها في التعريف بالصين للجماهير المغربية من كافة النواحي، ثم الوظيفة الثانية، تتعلق بالتواصل الفكري والحواري بين الجانبين، من خلال تقديم خدمات لكل من يريد التعرف على الصين بشكل أدق والدراسة حول الشؤون الصينية على مستوى جميع المجالات، مثل التطور والنمو في الصين ومختلف الإصلاحات والمشاكل وكيفية التغلب عليها، وطرق تطوير الثقافة والسياسة والاقتصاد في الصين، من خلال تنظيم ندوات وأنشطة مختلفة، أما الوظيفة الثالثة للمركز فتتجلى في تعليم اللغة الصينية وتداريب على تعلم بعض الحرف التقليدية اليدوية لمن يرغب في ذلك، وذلك عبر تعليم موجه لبعض احتياجات المجتمع وليس من خلال تعليم أكاديمي، بفتح دورات تكوينية لفائدة التجار أو الأطفال، وكذلك تخصيص دورات تكوينية للمرشدين السياحيين، بالإضافة إلى الوظيفة الرابعة للمركز، وهي تقديم معلومات مكتبية للمغاربة، حيث سيتم تجهيز مكتبة بالكتب والأفلام والأشرطة الوثائقية، ثم الوظيفة الخامسة للمركز، وهي تنظيم مختلف الأنشطة الفنية والموسيقية وعرض الأفلام والتعريف بمختلف أوجه الثقافتين المغربية والصينية.