
الداخلة: محمد سليماني
تعيش سواحل الداخلة منذ أيام حالة استنفار قصوى، بحثا عن مركب للصيد الساحلي- صنف الخيط على متنه 18 بحارا، اختفى في عرض البحر منذ أيام، كما انقطعت إشارة جهاز الرصد والتتبع الخاصة به، منذ يوم 13 فبراير الجاري.
واستنادا إلى المعطيات، فقد خرج مركب الصيد الساحلي- صنف الخيط في رحلة للصيد، غير أنه لم يعد إلى الميناء، كما أن إشارة الرصد الخاصة به قد انقطعت، ولم يتوصل مركز الإنقاذ ببوزنيقة بأي إشارة إنذار أو استغاثة تبين وضعية المركب قبيل اختفائه، الأمر الذي زاد من غموض الوضع.
واستنفر هذا الاختفاء الغامض للمركب السلطات المينائية بالداخلة، حيث تم استنفار خافرة الإنقاذ «الوحدة»، والتي قامت بجولات تمشيطية في مسار المركب، وبآخر نقطة تم بها تسجيل إحداثيات وجوده، كما قامت البحرية الملكية كذلك بحملات تمشيطية بحرية وجوية، دون أن يتم العثور على أي دليل يمكن أن يبين مآل المركب، أو البحارة الذين على متنه، ما جعل فرضية غرقه بمن فيه أقرب إلى الواقع، خصوصا في ظل غياب أي معلومة تفيد عكس ذلك. فيما تشير مصادر أخرى إلى إمكانية تعرض المركب إلى عطب تقني مفاجئ، ما قد يكون أدى إلى جرفه إلى أعالي البحار.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة من جديد تساؤلات كثيرة حول مجموعة من الحوادث البحرية المماثلة، والتي كانت مسرحا لها سواحل الأقاليم الجنوبية، فقبل أسابيع، تعرض مركب للصيد الساحلي بالجر لحادث انقلاب في عمق البحر على بعد حوالي 53 ميلا بحريا من سواحل ميناء بوجدور. وقبله تعرض مركب للصيد الساحلي بالجر «سيدي كاوكي» للغرق بسواحل إقليم بوجدور، بعدما تسربت المياه إلى قمرته، وغرف قيادته، فعجز طاقمه والبحارة العاملين به عن معالجة العطب، كما لم يتمكنوا من التغلب على المياه عبر شفطها إلى حين الوصول إلى اليابسة، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق نداء استغاثة لإنقاذهم.
وارتفعت حوادث غرق عدد من مراكب الصيد الساحلي وسفن الصيد في أعالي البحار ومركب الصيد التقليدي خلال السنوات الأخيرة، ذلك أنه تم تسجيل حوادث كثيرة أخيرا، بعضها تسبب في وفاة عدد من البحارة، وبعضها الآخر تم إنقاذ طواقمه بشق الأنفس. ويعيد من جديد هذا الحادث طرح علامات استفهام كبيرة بخصوص تنامي الحوادث البحرية بالسواحل الجنوبية للمملكة، سيما استمرار غرق مراكب وسفن الصيد البحري، حيث تحولت سواحل الأقاليم الجنوبية في الشهور الأخيرة إلى مقبرة لعدد من المراكب والسفن، الأمر الذي يطرح عدة علامات استفهام حول الحالة الميكانيكية لبعضها، ثم مدى فعالية المراقبة الدقيقة قبيل انطلاق عمليات الصيد، ومدى التزام البحارة والطواقم بالإجراءات العملية للصيد، والوقوف على مدى قدرة عدد منها على الإبحار لمسافات طويلة.