محمد سليماني
عاشت المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان، طيلة أول أمس الأربعاء، حالة استنفار قصوى بحثا عن جثة مفترضة مدفونة في مكان خال بالمدينة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن فصول القضية تعود إلى أيام خلت عندما قام شخص بالمثول أمام النيابة العامة بإحدى المدن الشمالية، حيث بلغ بارتكابه جريمة قتل بمدينة طانطان سنة 2018 بشكل سري وخفي، وقام بدفن الجثة بمكان خال خلف ثانوية القدس التأهيلية بحي الصحراء.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المشتبه فيه أكد لدى النيابة العامة أن ضميره بدأ في تأنيبه في الفترة الأخيرة بعد سنوات على ارتكاب الجريمة، الأمر الذي دفعه الآن للتبليغ عنها لكي يرتاح ضميره.
وبناء على اعترافات المشتبه فيه لدى النيابة العامة، فقد تم تحرير محضر رسمي بأقواله، كما تم إصدار تعليمات للضابطة القضائية لدى أمن طانطان بالبحث عن الجثة المفترضة. وعلى الفور تحركت عناصر الشرطة إلى عين المكان رفقة المشتبه فيه، بحثا عن الجثة، حيث تم استقدام جرافة، وتم نبش أماكن متعددة خلف الثانوية بحضور بعض موظفي مكتب حفظ الصحة الجماعي، وأعوان الجماعة.
ورغم عمليات البحث الطويلة وعمليات الحفر والنبش الكثيرة، إلا أنه لم يتم العثور على رفات أي جثة مدفونة هناك. بل إن عناصر الأمن الحاضرين بعين المكان بدت تساورهم الشكوك حول صحة أقوال المُبلغ، خصوصا وأنهم كلما قاموا بحفر مكان معين بحثا عن الجثة، إلا ويقول لهم إنه دفنها في مكان آخر غير الذي تم حفره، فيبدأ من جديد الأعوان والجرافة في الحفر، لكن دون جدوى، حيث ظل الأمر يتكرر لمرات عديدة دون جدوى، إذ لم تتوقف عمليات الحفر، إلا بعد أن أرخى الليل سدوله.
واستنادا إلى المعطيات، فإن بعض أقارب المُبلغ المشتبه بارتكابه الجريمة، يؤكدون أن هذا الأخير يعاني من بعض الاضطرابات النفسية، وهو ما قد يجعله يتوهم ارتكابه جريمة هي فقط من وحي خياله، غير أن هذا الأخير عندما واجهه عناصر الشرطة بهذا الأمر، أكد لهم أنه واثق من نفسه وأنه لا يعاني من أي اضطرابات نفسية، وأنه في كامل قواه العقلية.
إلى ذلك، فقد توقفت عمليات الحفر ليلا، في انتظار تواصلها في اليوم الموالي، بحثا عن الجثة المفترضة، ثم القيام بكل الإجراءات القانونية الجاري بها العمل في هذا الشأن في حالة لم يتم العثور عليها.