
يحل شهر رمضان الجاري دون أن يتمكن المواطنون المجاورون لمسجد التقوى من إيجاد حلول لأداء الصلاة داخله. لذلك يضطر المصلون، للعام التاسع على التوالي، لقطع مسافات طويلة لأداء التراويح بمساجد بعيدة عن محلاتهم السكنية، في وقت عملت السلطات بالعاصمة الاقتصادية على تسريع الأشغال في العديد من المساجد بأحياء المدينة.. السكان يستنكرون استمرار إغلاق المسجد، خاصة أن صلاة التراويح لهذه السنة تزامنت مع فترة التساقطات المطرية التي زادت من معاناة المصلين.
حمزة سعود
استنكر سكان المجموعة 5 والمجموعة 6 بحي مولاي رشيد، استمرار إغلاق مسجد التقوى، للسنة التاسعة على التوالي، في حين تم افتتاح العديد من المساجد بالعاصمة الاقتصادية بعد أشغال شهدتها جنباتها من أجل إعادة التأهيل والتهيئة.
وسبق لـ”الأخبار” التطرق لإغلاق المسجد، خلال المواسم الماضية، بالنظر إلى الاحتجاجات الجماعية للمواطنين والمصلين خلال شهر رمضان أمام أبواب المسجد، مطالبين بتسريع الأشغال لافتتاحه.
ويكرر السكان وقفاتهم احتجاجية في محيط البناية الدينية التي تعثرت الأشغال في محيطها وداخلها، للتعبير عن استنكارهم للتماطل في تأهيل الفضاء، بالنظر إلى العلاقة الروحية التي تربطهم به منذ سنوات، بعد أن أبرز رمضان السنة الجارية بشكل جلي حاجتهم إلى الفضاء. خاصة أن المحتجين من بينهم مصلون ممن تقدم بهم العمر بعدما باتوا يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مساجد أخرى بغاية التعبد، خاصة خلال الشهر الفضيل، ما دفعهم إلى مطالبة السلطات بضرورة إيجاد حلول عاجلة للملف.
وتشير المعطيات الخاصة بمشروع إعادة ترميم وصيانة مسجد التقوى بحي مولاي رشيد، والمعلقة على لافتة قرب باب المسجد، إلى أن الأشغال كانت تقضي بعدم تجاوزها 11 شهرا بينما تجاوزت مدة وضع اللافتة في جنبات المشروع حاليا مدة 4 سنوات، بعد تعليق لأداء الصلوات خلال فترة جائحة كورونا.
ويشير السكان بأنهم كانوا يستفيدون من الدروس التي تلي الصلوات بالمسجد، بالإضافة إلى حصص لمحاربة الأمية وقراءة القرآن، في ظل بعد باقي المساجد عن المنطقة السكنية، إلا أن المسجد تحول حاليا إلى مرتع يقصده المتشردون يوميا، في ظل انتشار النفايات بكافة أنواعها في جنباته.
ويطالب السكان المجاورون لمسجد التقوى بإعادة فتح الفضاء الديني في وجه المصلين، خاصة أن التأخر في تسليم المشروع يتجاوز حاليا مدة سنة على فترة إعلان انطلاقة الأشغال قبل سنتين.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مع بداية رمضان الجاري، افتتاح عدد من المساجد بالعاصمة الاقتصادية من بينها مسجد السنة، فيما يتواصل إغلاق مجموعة من المساجد الأخرى بأحياء العاصمة الاقتصادية دون أي تحرك للسلطات، أمام الحاجة الملحة للسكان إلى هذه الفضاءات.