العيون: محمد سليماني
بدأ مطلب إنشاء جامعة للتعليم العالي بمدينة العيون يتعاظم، وبدأت القوى السياسية ترى في هذا المطلب ملفا جديرا بالترافع، من أجل كسب ود سكان إقليم العيون، خصوصا بعد العد العكسي للانتخابات المقبلة.
وأول حزب سياسي، بدأ يحمل مطلب إنشاء جامعة للتعليم العالي بمدينة العيون، هو حزب الاستقلال، والذي تضمن بيان مجلسه الإقليمي الأخير، المنعقد تحت رئاسة الأمين العام للحزب نزار بركة يوم الجمعة المنصرم، نقطة ضمن هذا البيان، تتعلق بتجدد التأكيد على ضرورة التجاوب مع مطالب السكان، بإقامة جامعة كبرى بإقليم العيون، تتضمن كل التخصصات العلمية والمعرفية، وتشكل حاضرة للعلم والمعرفة، ومشتلا للبحث العلمي الأكاديمي الرصين، وكذا جسرا علميا وأكاديميا لربط المغرب بالبلدان الإفريقية.
وظل مطلب إنشاء جامعة بالأقاليم الجنوبية، مطلبا قديما جديدا، ذلك أن عددا من الفعاليات السياسية والجمعوية والحقوقية، ظلت تطالب منذ مدة بضرورة إنشاء جامعة مستقلة بالأقاليم الجنوبية، وذلك من أجل تحقيق عدالة مجالية، ثم تقريب مؤسسات التعليم العالي من سكان هذه الربوع، والانفصال التام عن جامعة ابن زهر بأكادير، التي تدبر مؤسسات جامعية وكليات ومدارس عليا بكل الأقاليم الجنوبية، مع ما يمثله ذلك من ضغط كبير.
واستنادا إلى المعطيات، فإن جامعة ابن زهر بأكادير تسير كل المؤسسات الجامعية والكليات والمعاهد بخمس جهات بالمملكة من أصل 12 جهة، كما تتوزع هذه المؤسسات الجامعية بين مدن أكادير وأيت ملول، وورزازات، وكلميم، وتارودانت، والسمارة، والعيون والداخلة وأسا الزاك، وطانطان، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا، وبعدا مجاليا يشمل أكثر من نصف تراب المملكة.
وحسب المعلومات، فإن بروز مطلب إنشاء جامعة مستقلة إلى العلن هذه الأيام، جاء بعدما تناهى إلى الأذهان، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بدأت تفكر منذ تولي عز الدين ميداوي في إنشاء جامعة مستقلة، خاصة بطلاب الجهات الجنوبية الثلاث، وذلك بمدينة كلميم. وقد أكد ذلك نائب رئيس مجلس النواب برلماني إقليم كلميم محمد صباري، قبل أسابيع بعد لقاء جمعه مع الوزير الوصي على القطاع، مبرزا أن الوزير يمتلك تصورا متكاملا شاملا، يرتكز على إنشاء جامعة مستقلة تضم مجموعة من الكليات والمعاهد ومختلف التخصصات، بدل تبعية عدد من المؤسسات الجامعية بجهة كلميم واد نون لجامعة ابن زهر بأكادير. وتم التداول بين الطرفين في عدة نقاط، والتي هي مطالب لسكان جهة كلميم واد نون منذ مدة، كمطلب الإسراع بإخراج مشروع بناء جامعة مستقلة تضم مختلف التخصصات في إطار تنزيل ورش الجهوية الموسعة، كما تم التداول في ضرورة إخراج مشروع كلية الطب والصيدلة إلى الوجود ولو عبر حلول مؤقتة، شريطة أن تكون ناجعة ومفيدة. وقد تمت دعوة الوزارة إلى إقرار تحفيزات استثنائية لتشجيع استقرار الأطر وخاصة الأساتذة الجامعيين بمدينة كلميم. وقد أكد الصباري، أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعهد بالعمل على الاستجابة لمجمل النقط المطروحة، وعلى رأسها إحداث جامعة بكلميم، وذلك عبر التعاون مع مختلف المتدخلين.
ويظهر أن توطين جامعة للتعليم العالي مستقلة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، سيكون مدار صراع محموم وسباق كبير ما بين العيون وكلميم، ذلك أن منتخبي كل إقليم يرفعون أحقية إقليمهم في إنشاء جامعة مستقلة، بدل التعبية لمدن أخرى. في المقابل ترفع أصوات أخرى مطالب إنشاء جامعة مستقلة في جهة العيون الساقية الحمراء وجهة كلميم واد نون، في إطار تنزيل الجهوية المتقدمة واللاتمركز.