
النعمان اليعلاوي
تزيد أزمة النظافة بمدينة سلا، وتحديدًا منطقة مارينا سلا، تفاقما واستفحالا، ما بات يشكل مشهدًا يوميًا يثير استياء السكان والزوار على حد سواء. فبالرغم من موقعها الاستراتيجي المطل على نهر أبي رقراق، والذي يجعلها من الوجهات السكنية الراقية، إلا أن انتشار الأزبال بات يطغى على الصورة الجمالية التي من المفترض أن تتمتع بها المنطقة السياحية “مارينا”، وباتت أكوام القمامة المتناثرة على الأرصفة وبالقرب من الحاويات التي غالبًا ما تكون ممتلئة عن آخرها، مشهدا لا يقتصر فقط على الأحياء الداخلية، بل يمتد إلى المساحات القريبة من الممرات السياحية، مما يؤثر بشكل مباشر على جمالية المنطقة.
وتسبب تراكم الأزبال في انبعاث روائح كريهة، كما أن الوضع أضحى بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض، ما يزيد من مخاوف السكان حول التبعات الصحية لهذا الوضع المزري، فيما يعبر العديد من سكان مارينا سلا عن استيائهم المتزايد إزاء هذا الوضع، حيث يرون أن المنطقة التي كان يُفترض أن تكون نموذجية من حيث النظافة والاهتمام بالبنية التحتية أصبحت تعاني من إهمال واضح. أما الزوار الذين يقصدون المارينا للاستمتاع بجوها المميز، خصوصا في ليالي رمضان، فيفاجَؤون بالمشهد المتردي الذي لا يليق بمكان يُعد واجهة سياحية للمدينة.
وكان عبد القادر لكيحل، النائب الأول لعمدة سلا، عمر السنتيسي، ورئيس مقاطعة المريسة، التي تتواجد مارينا سلا في ترابها، أكد أن “تدبير قطاعي النظافة والإنارة العمومية بالمنطقة لا يدخلان ضمن اختصاصات الجماعة، على اعتبار أنها (مارينا سلا) ضمن المناطق التي تخضع لتدبير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق”، مبينا في تصريح سابق لـ”الأخبار” أن “شركة التدبير المفوض للنفايات المتواجدة بسلا وبتراب المقاطعة، ميكومار، كانت قد منحت عددا من الحاويات الحديدية للشركة المكلفة بالنظافة في مارينا سلا.
وأضاف المتحدث أن هذه الشركة خاضعة لوصاية وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، فيما تعمل شركة (ميكومار)، المعنية بالتدبير المفوض لقطاع جمع النفايات على مستوى مقاطعة لمريسة، على تفريغ تلك الحاويات المتواجدة بالشوارع الكبرى لمارينا، لكون الشركة الأخرى ليس لديها إمكانية الولوج لمطرح النفايات بأم عزة”، مشيرا إلى أن “الجماعة تشتغل على تقييم عمل شركة التدبير المفوض، علما أن الشركة غير معنية بأي اختلالات يتم تسجيلها بالنسبة للنظافة العمومية داخل منطقة مارينا، لأنه وكما أشرت يبقى دور شركة التدبير المفوض محسورا في تفريغ الحاويات المعدودة بالشوارع الكبرى لمنطقة مارينا سلا”.
ومن جانب آخر، تشهد منطقة حي الفروكي بمقاطعة تابريكت وضعًا بيئيًا كارثيًا، حيث تحولت بقعة أرضية خلاء، تقع بجانب مسجد محمد السادس ووسط حي سكني مأهول، إلى مطرح عشوائي للنفايات بشتى أنواعها، بما في ذلك مخلفات البناء والنفايات المنزلية والصناعية، وسجلت مصادر أن أكوام النفايات تشمل بقايا الدجاج والسمك التي يتم التخلص منها من قبل تجار الدواجن والأسماك المنتشرين في المنطقة. وقد أصبحت هذه المزبلة العشوائية مفتوحة أمام أعين السلطات المحلية والجماعية المكلفة بنظافة المقاطعة.
وفي هذا السياق، عبّر سكان الحي عن استنكارهم الشديد للوضع المتردي الذي وصفوه بالتساهل من قبل الجهات المسؤولة، سواء المنتخبين أو الشركة المفوضة بتدبير قطاع النظافة، أو السلطات المحلية. وأكدوا أن استمرار هذه الكارثة البيئية يهدد صحتهم وسلامتهم، حيث أصبحت الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات لا تُحتمل، فضلًا عن انتشار القوارض والحشرات، وأشار السكان إلى أن بعض المنحرفين استغلوا الوضع، حيث يقومون بإحراق النفايات داخل أحد الأكواخ الموجودة وسط المطرح، مما يؤدي إلى تصاعد الدخان الكثيف الذي يتسلل إلى منازلهم، متسببًا في اختناقات سامة وخطيرة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.