فاس: محمد الزوهري
تشرع الغرفة الاستئنافية بمحكمة الجنايات بفاس، اليوم (الثلاثاء)، في إجراءات محاكمة تسعة طلبة أدينوا ابتدائيا في قضية مقتل طالب منظمة التجديد الطلابي، عبد الرحيم الحسناوي، في شهر أبريل 2014، بالحرم الجامعي «ظهر المهراز».
وينتمي الطلبة المتهمون إلى فصيل النهج القاعدي، ويواجهون تهما ثقيلة تتعلق بـ «الضرب والجرح المفضيين إلى القتل دون نية إحداثه، والمشاركة، والتجمهر المسلح وخلق فوضى في الشارع العام». في حين سبق للمحكمة أن أيدت، في وقت سابق، قرار قاضي التحقيق المكلف بالبحث التفصيلي في هذا الملف، والذي قضى بإسقاط تهمة «القتل العمد والمشاركة» من صك الاتهام الذي توبع به الأضناء.
وكانت الغرفة الابتدائية بمحكمة الاستئناف قد أدانت المتهمين التسعة يوم 19 يونيو الماضي، بعقوبات وصل مجموعها إلى 111 سجنا نافذا، حيث قضت بإدانة سبعة طلبة بالسجن 15 سجنا نافذا في حق كل واحد منهم، وإدانة اثنين آخرين بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل منهما، في حين تمت تبرئة باقي المتهمين، والبالغ عددهم ثمانية.
هذا وانتقد دفاع الطلبة المُدانين وأفراد عائلاتهم وفعاليات حقوقية هذه الأحكام، واعتبروها «أحكاما قاسية وغير عادلة»، في حين شكك رفاق الطلبة المتابعين في عدالة هذه الأحكام، واعتبروا أن المحاكمة شابتها «خروقات قانونية، وعرفت تأثيرات خارجية، بالنظر لكون (الضحية) في الملف ينتمي إلى فصيل طلابي مقرب من حزب رئيس الحكومة ووزير العدل»، بدليل، حسب رأيهم، أن «عبد الإله بنكيران كان قد انتقل شخصيا على متن طائرة خاصة لتقديم العزاء لعائلة الضحية بنواحي الرشيدية».
وعمت بعد المحاكمة وإلى حدود بداية الموسم الجامعي الحالي، أحداث عنف، من خلال إقدام العشرات من الطلبة على الاحتجاج بالساحة الجامعية وخارجها، للتنديد بالأحكام الصادرة في حق المتابعين، لكن القوات العمومية تصدت لهم، ما أسفر عن إصابات واعتقالات، كما تعالت أصوات الاستنكار في صفوف عائلات المدانين الذين احتشدوا في أكثر من مرة قرب السجن المدني وأمام المحكمة.
للإشارة، فإن الساحة الجامعية المقابلة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية بموقع «ظهر المهراز»، كانت قد شهدت حادث مصرع الطالب عبد الرحيم الحسناوي الذي حلَّ من جامعة مكناس لحضور نشاط إشعاعي كان فصيل التجديد الطلابي بصدد تنظيمه بجامعة فاس، وكان من المزمع أن يؤطره القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، المتهم من قبل مكونات اليسار بـ «الضلوع» في وفاة الطالب أيت الجيد محمد بنعيسى في بداية تسعينات القرن الماضي.