أعلنت وزارة الداخلية، في حصيلة محينة، إلى حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الاثنين، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2497 شخصا، وعدد الجرحى 2476.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن عدد الوفيات بلغ 1452 بإقليم الحوز، و764 بإقليم تارودانت، و202 بإقليم شيشاوة، و18 بعمالة مراكش، وأشارت إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليم ورزازات، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير. وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
ومن جهة أخرى، أفادت الوزارة بأن الملك محمد السادس تفضل، خلال جلسة العمل التي ترأسها في الموضوع، وعبر عن خالص تشكرات المملكة المغربية للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظرفية الاستثنائية.
وأشارت الوزارة، في بلاغ لها، إلى أنه، في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف؛ فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وعلى أساس ذلك، تضيف الوزارة، استجابت السلطات المغربية، في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ. وأشار البلاغ إلى أنه، باعتماد نفس نهج التنسيق وتقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، دخلت هاته الفرق، يوم الأحد 10 شتنبر الجاري، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية.
وأوضحت الوزارة أنه يمكن، مع تقدم عمليات التدخل، أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة. وخلص البلاغ إلى أنه، من هذا المنطلق، تؤكد المملكة المغربية ترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم، والتي تؤكد مدى احترام هذه الدول واعترافها بالالتزام الراسخ للمغرب ومساهماته العديدة في أعمال الدعم الإنساني الدولي، والتي تتم وفقا للتوجيهات الملكية.
وعلاقة بالموضوع، أكد روس غودن، رئيس فريق الإنقاذ البريطاني، الذي حل ليلة الأحد الاثنين بمطار مراكش المنارة الدولي، للمساهمة في جهود الإغاثة التي تقودها السلطات المغربية، إثر زلزال الحوز، أن فريقه سيعمل بتعاون وثيق مع فرق التنسيق المغربية.
وقال غودن، في تصريح للصحافة، عقب هبوط طائرتين من طراز A400M تابعتين لسلاح الجو الملكي البريطاني، إن «فريقنا سيعمل بتعاون وثيق مع فرق التنسيق المغربية، وسيقدم دعمه الكامل لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص». وبعد أن أعرب عن تعازيه الصادقة وتضامنه مع أسر الضحايا وكذا مع الشعب المغربي، أشار غودن إلى أن فريقه يتواجد بالمغرب «لدعم جهود الإغاثة الجارية»، وقال «نحن على تواصل مع زملائنا المغاربة الذين يبذلون جهودا حثيثة».
من جانبه، أشاد سفير المملكة المتحدة بالمغرب، سيمون مارتن، بجهود البحث والإنقاذ «البطولية» المتواصلة بالمغرب، مضيفا «إنه لشرف أن تتاح لنا الفرصة لدعم هذه الجهود مع وصول فريق بريطاني للبحث والإنقاذ، الذي سيعمل بشكل وثيق للغاية مع سلطات التنسيق المغربية». وأضاف السفير «وهذا يظهر مدى متانة العلاقات القائمة بين بلدينا».
من جانبه، قال خوان سالدانيا غارسيا، المقدم بوحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية، التي حلت أول أمس الأحد بمراكش فرقة إنقاذ تابعة لها للمشاركة في جهود السلطات المغربية، إثر الزلزال الذي ضرب عدة جهات بالمملكة، إن «وجودنا يعتبر أولا وقبل كل شيء واجبا تجاه المغرب، البلد الحليف والصديق لإسبانيا»، وأوضح، في تصريح للصحافة، أن هذه المساهمة «تستجيب لاحتياجات محددة ميدانيا، عبر عنها المغرب مسبقا، وسيتم القيام بها بتنسيق نموذجي مع السلطات المغربية».