السلام عليكم دكتورة، أنا أم لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، أدخلته الحضانة هذه السنة لكن بسبب الوباء توقفت الدراسة، إلا أنه لم يفهم الوضع ودائما ما يبدأ بالبكاء لكي نخرج أو آخذه للحضانة، فكيف أشرح له الأمر؟
عليك أن تشرحي الوضع لطفلك بطريقة مبسطة جدا بحكم أنه يبلغ من العمر ثلاث سنوات، أخبريه، مثلا، أنه عندما يصاب بالحمى أو مرض ما، فهناك شيء في الجو من الممكن أن يمرضه، وبالرغم من أنك ستشرحين له الوضع فهو لن يصبر وأكيد أنه سيجيب بالقول إنه لا مشكلة لديه في أن يمرض لأنه يريد الخروج لأن الصبر وتقدير الأمور أمران لا وجود لهما لديه، والحل هو أن تحاولي في البيت أن تلهيه وتخترعي ألعابا تلعبانها مع بعضكما وأشياء مسلية.
يمكنك، أيضا، أخذ ابنك إلى سطح المنزل والجلوس معه بعض الوقت، فالتعرض لأشعة الشمس مفيد له جدا ويمكنها أن تقتل الجراثيم، بالإضافة إلى هذا وفي حال توفرت حديقة في البيت يمكن أخذه إلى الحديقة وجعله يلعب فيها، وتركه فترة هناك، فهذا أفضل من المكوث في المنزل.
بالإمكان، كذلك، القيام بأنشطة أخرى مسلية بالمنزل، مثلا، يمكن منح الطفل ألعابا وألغازا ليحلها، ويمكن تعليمه الإنشاد بحيث يتم إعطاؤه ميكروفونا وجعله ينشد ويسمع صوته.. علميه أغنية واجعليه يغنيها في الميكروفون، فالأطفال يحبون سماع أصواتهم على الميكروفون، علميه سورة قرآنية واجعليه يستعرضها بالميكروفون، فبهذه الطريقة سيحب التعلم والحفظ.. علميه أيضا التمثيل، يعني العبي معه وقدمي له ألعابا مسلية تحتوي على ألغاز وقدمي له ألعابا فيها تتطلب الذكاء والتركيز، على غرار المكعبات و«البازل»، وإذا استطعت قدمي له لعبة الأرجوحة أي قدمي له اللعب التي لا تشعره بالملل، مثل لعبة السيارة، فهي لعب يمل منها الطفل بسرعة، لكن قدمي له لعبا تشغل باله وتنمي ذكاءه في الوقت نفسه وتأخذ منه وقتا طويلا.. قدمي له أوراقا للرسم وكراسات خاصة بالتلوين وعلميه كيف يمسك القلم ويركز ويلون، وهي أشياء تشغل باله وتسليه، فضلا عن أنها أشياء تساعده على التأقلم مع هذا الوضع المفروض على العالم ككل.
ما الأنشطة التي أعلمها لأبنائي في المنزل؟
مرحبا دكتورة وشكرا على مجهوداتك، أنا أم لثلاثة أطفال ونحن اليوم مجبرون على البقاء في المنزل بسبب الحجر الصحي، لكنني لا أجد الكثير من الأنشطة التي يمكنني أن أحث أبنائي على القيام بها في المنزل، فهل يمكن أن تقدمي لي بعض النصائح؟
أولا نحن نريد أن يكون الجلوس في المنزل فرصة من أجل التقرب للأطفال، فرصة لتحتوي أبناءك أكثر. أول نصيحة أقدمها لك أنه لا يجب أن نحسسهم بالرعب أو ننقل لهم الخوف الذي بداخلنا، فاليوم يمر العالم من أزمة عالمية، فطبعا الأبناء يسألون والأكيد أنهم يعرفون لماذا توقفوا عن الدراسة ولماذا توقفوا عن الخروج، حتى الأطفال الذين لازالوا في الحضانة ولأنهم توقفوا عن الخروج من المنزل، فالأكيد أنهم يدركون أنهم يمرون من وضع غير طبيعي، ولكن يمكننا أن ننقل لهم الصورة بشكل مبسط جدا وأن نخبرهم أن الفيروس لا يؤثر على الأطفال وهذه حقيقة. فنحن ننقل لهم الصورة بشكل علمي وبمصداقية، ونعرفهم بأنه من الممكن أن يعدوا غيرهم لهذا عليهم الالتزام بالتعليمات، وهي غسل اليدين والتباعد وعدم الخروج، وإنشاء الله وبإذن الله فالله حاميهم من المرض ومحصنهم، وهذا الفيروس يكاد لا يصيب الأطفال ونسبة إصابة الأطفال ضئيلة جدا، وهكذا يمكن أن نطمئن الطفل حتى لا يصاب بالذعر والخوف، ومن الممكن أن يصاب الطفل بالفيروس ولا تظهر عليه الأعراض، لكنه من الممكن أن ينقل العدوى للآخرين، للجد أو الجدة مثلا.. لهذا علينا أن نجعله يحترس ويهتم بنظافته الشخصية ويرضى بمكوثه في المنزل خوفا على الناس الذين يحبهم، وهكذا نكون قد قمنا بتهدئته. وحسب سن الأطفال نعرفهم بطريقة بسيطة ومبسطة، ولا نذكر أمامهم الإحصائيات ومن مات، ولا يجب التحدث بخوف أمامهم، فمن الممكن أن لا يظهروا الخوف أمام الآخرين ولكنهم يكونون خائفين ما يؤثر عليهم بعد ذلك.
يمكن شغل الأطفال في المنزل، بأن نقوم بأي شيء تكون فيه متعة، علما أن الكبار أيضا يشعرون بالملل. وهناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها مع الأطفال، مثل إشراكهم في تحضير الأطباق، خصوصا إذا تعلق الأمر ببنات، يمكن أن تجعلي أطفالك يقومون بتحضير وصفات تعد فقط في الأعياد والمناسبات، ويمكن جعلهم يساعدونك في شغل المنزل، مثلا يمكن وضع صورة معبرة عن شكل معين وترسلي لهم صورة عبر «الواتساب»، مثلا صورة نملة، وقولي لهم على ماذا تدل صورة النملة في القرآن.. وهكذا..، وممكن أيضا أخذ صور الشمس والقمر والكواكب التي تدل على نبي الله يوسف، ويمكن أن تأتي بصورة ناقة وسؤالهم عن أي نبي تدل، أو صورة حوت مثلا، وهكذا..، فضلا عن أنه يمكن القيام بألعاب رياضية أو أخرى تنمي الذكاء.
يمكن تسلية الأبناء بالعديد من الطرق المتاحة، فكل الطرق واللعب الأخرى يمكن إشراك الأطفال فيها.