
أكادير: محمد سليماني
أسدلت المحكمة الابتدائية لأكادير الستار على قضية مركز التدليك، الذي تم إيقاف 33 فردا داخله، بداية شهر فبراير الجاري، وذلك بإدانة 25 شخصا بأحكام قضائية مختلفة، فيما تمت تبرئة الآخرين.
واستنادا إلى المعطيات، فقد قضت هيئة المحكمة خلال جلستها ليوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، بإدانة أربع مستخدمات بالحبس النافذ سنة ونصف السنة لكل واحدة منهن، وأداء غرامة نافذة قدرها 20 ألف درهم لكل واحدة، وذلك عقب متابعة البعض منهن بتهم تتعلق «بالاعتياد على قبول ممارسة عدة أشخاص للدعارة وبحثهن بداخله على زبائن لأجل الدعارة والفساد والبغاء، والتغاضي عن ذلك، والإعانة والمساعدة وحماية ممارسة البغاء والوساطة في ذلك، وأخذ نصيب مما يتحصل عليه عن طريق البغاء وعن طريق عدة أشخاص»، كما تابعت المحكمة بعضهن بالمشاركة في حيازة وتسيير محل يستعمل بصفة اعتيادية للدعارة والبغاء، والتحريض على الدعارة والفساد.
أما بالنسبة إلى باقي الموقوفين، فقد قضت المحكمة في حق 12 شخصا من الذين تم ضبطهم داخل المحل أثناء مداهمته من قبل الشرطة، بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ لكل واحد منهم، وأداء غرامة مالية قدرها ألفا درهم. كما أدانت المحكمة 9 أشخاص آخرين بالحبس شهرين موقوف التنفيذ لكل واحد منهم، وأداء غرامة مالية قدرها ألف درهم. وقررت المحكمة الحكم بإغلاق محل التدليك، وسحب رخصته بصفة نهائية.
وتعود تفاصيل هذا الملف إلى الرابع من شهر فبراير الجاري، عندما أسفرت عملية مداهمة لمحل للتدليك وسط مدينة أكادير، عن إيقاف 22 فتاة، رفقة 11 شخصا من بينهم أجانب، وذلك بعدما حامت الشكوك حول استغلال هذا المحل في ممارسات مشبوهة.
وداهمت عناصر من الفرقة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير المحل المخصص للتدليك، بعد الاشتباه في تحويل هذا الفضاء إلى وكر لممارسة الجنس والتحريض على الدعارة، حيث يتم داخله تقديم خدمات جنسية تحت غطاء التدليك، الأمر الذي مكن من ضبط 22 مستخدمة وبرفقتهن 11 شخصا من ضمنهم مواطنون أجانب، وهم في حالة تلبس بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. كما مكنت عملية الضبط والتفتيش المنجزة في هذه القضية من حجز مجموعة من العوازل الطبية، ما أثار شبهات حول استعمال فضاء التدليك لتقديم الخدمات الجنسية للراغبين في ذلك، كما تم حجز مبلغ مالي يشتبه في كونه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي.
وفتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى الموقوفين، الذين تم ضبطهم بداخل مركز للتدليك المشتبه في استغلاله لممارسة أنشطة غير قانونية. كما تم إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى المعنيين بالأمر.
واستنادا إلى المعطيات، فقد نبتت بشكل سريع عشرات محلات التدليك و(SPA) بمختلف أحياء مدينة أكادير، وذلك اعتبارا للعائدات المالية الكبيرة التي تحققها هذه الفضاءات، والتي أصبحت تغري الكثيرين، ذلك أنها فضاءات لممارسة الجنس، خصوصا بالنسبة إلى الذين لا يتوفرون على شقق، أو ليست لهم إمكانية كراء شقق مفروشة، أو الراغبين في ممارسة الجنس بعيدا عن تلصص الأعين بالإقامات السكنية. ويتم تسويق خدمات مراكز التدليك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم الإيهام بكونها أماكن للاسترخاء أو الاستحمام، كما يقترح المشرفون على هذه المراكز بشكل علني تقديم خدمات جنسية راقية تحت مسميات عديدة، وذلك من أجل استمالة الزبناء. ويشغل أرباب ومالكو ومسيرو مراكز التدليك فتيات فاتنات، من أجل استمالة الزبناء ودفعهم إلى القبول بممارسات جنسية، مقابل مبالغ مالية كبيرة.