شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

إنها مؤامرة

 

حسن البصري

كشفت قناة النهار الجزائرية عن وجود راق ضمن طاقم الفريق الوطني الجزائري، ففي حوار أجرته مع الراقي «ابن الشنفرة» ذائع الصيت في الجارة الشرقية، تحدث عن سبب تعثر منتخب بلاده خلال مباريات كأس إفريقيا للأمم، وقال: «بعد وفاة الراقي بلحمر الذي كان يتنقل مع الخضر في مبارياتهم لا يوجد راق آخر يتنقل معهم. أنا هنا مستعد للالتحاق بهم في الكاميرون من أجل فك اللغز، شريطة استخراج تأشيرة وتذكرة سفر».

قبل ثلاثة أيام صرح رابح سعدان، مدرب المنتخب الجزائري سابقا، حين نزل ضيفا على تلفزيون النهار: «قبل إحدى مبارياتنا ضد المنتخب المصري، كنا نعاني من أعطاب اللاعبين، دخلنا مرحلة الشك، حينها قام محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم بجلب الراقي بلحمر، قمت بطرده من الفندق وطالبته بالابتعاد عن اللاعبين».

هذه اعترافات لا مجال للطعن فيها، من أحد الرقاة المعروفين في الجزائر، ومن مدرب عالمي لا يتردد في الكشف عن نواقض الوضوء قبل الصلاة على قبلة المباريات.

لقد «عشنا وشفنا» منتخبا كان يضم في طاقمه راقيا شرعيا ويتقاضى راتبا من اتحاد الكرة في بلاده، لكن المنصب ظل شاغرا منذ وفاة بلحمر الذي عثر عليه مقتولا في بيته، دون أن يعرف أحد بأي ذنب قتل، أما نحن فلا نعلم ما إذا كان المنتخب الجزائري قد حمل شارات سوداء أو وقف دقيقة صمت لقراءة الفاتحة على روح راقيه.

خسر المنتخب الجزائري أمام نظيره المغمور من غينيا الاستوائية، فتبنى أتباع بلحمر أو من تبقى منهم، نظرية المؤامرة. قال أحد جهابذة تحليل «كور واعطي للأعور» إن الجامعة الملكية المغربية دعمت الغينيين لهزم الجزائريين، وحتى يقوي موقفه ذكر بموقف هذا البلد من قضية الصحراء وكيف كانت غينيا الاستوائية سباقة لفتح قنصلية في الداخلة.

محلل جزائري آخر بدا أكثر اتزانا من سابقه، حين قال إن نجم منتخب غينيا الاستوائية «بابلو غانيت كوميتر»، تلقى تدريبا خاصا في طنجة بحكم انضمامه للفريق المغربي. إذا كان المتحدث أحمق فعلى المستمع التحلي بأقل قدر من العقلانية والاتزان.

يا تبون: ستعفيك نتائج المنتخب الجزائري من تحرير رسائل التهنئة، بعد أن اعتبر حكام الجيش منتخب بلادهم جبهة عسكرية متقدمة. لكننا ندعوك لدعوة مجلسكم الأعلى للحسابات لاجتماع طارئ من أجل بحث احتمالات العبور للدور الموالي لمنتخب بلادكم، والحسابات الممكنة لتفادي خروج حامل اللقب.

سينكب خبراء الضرب والقسمة على فك لغز تساقط الأرقام القياسية في الكاميرون، وزيف التصنيف العالمي للفيفا، وسيقدمون تقريرا لمن يهمهم الأمر.

لقد ولى زمن «تسييس» الكرة، وانتهت خلطة السياسة بالرياضة التي تجعل من مشاحنة بين اللاعب الجزائري محرز ومدربه غوارديولا، مبررا لقطع العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر.

بلغة العقل فإن منتخبكم دخل مرحلة الشيخوخة، عدد كبير من نجومه تجاوزوا سقف الـ34 سنة، لذا بات التغيير ضرورة حتمية تحت مسمى «نهاية جيل»، حتى لا ينتهي ببعضهم المطاف في دار للمسنين.

صحيح أن مدرب المنتخب الجزائري حمل لقب «وزير السعادة لسنوات»، لكن لا أحد من الوزراء يبقى في منصبه إلى الأبد، ولا نريد أن يصبح المدرب بلماضي جزءا من الماضي، علما أن المنتخب الجزائري فاز وتعادل وانهزم كباقي المنتخبات، ولم يشفع له التعاقد مع مدربين يحملون اسم رابح لينعموا بالربح، عودوا إلى سيرة رابح ماجر ورابح سعدان.

حين تسقط المنتخبات في المحافل الكروية تطالب عشيرة الكرة بإعادة تدوير النفايات الرياضية، وتغيير جلد المنتخب وتشحيم قطع الغيار، بينما يمسح آخرون الخسارة في سفارة أو قنصلية أو في راق خانته لياقته الشرعية.

اللهم لا شماتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى