شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

المغرب وماكينة الوحل الإعلامي والسياسي الأوروبي..مكاشفة لابد منها (2)

إمبراطورية Agnelli الإيطالية.. المقامر في لعبة «الجزائر غيت Algerigate»

في الوقت الذي يصنع فيه المغرب فرحه الجماعي بالاستقبال الملكي والشعبي الكبير لأسود الأطلس يوم 20 دجنبر بعد الأداء التاريخي في مونديال قطر 2022 واحتلاله المرتبة الرابعة.. وبتقديمه لصورة المغرب الجديد. مغرب العائلة ومغرب التاريخ ومغرب المعمار ومغرب الأمة ومغرب الحُلم ومغرب التحدي.. لازال البعض يتحين الفرص لتشويه تلك الصورة الرائعة ويحاول إفساد فرحة أمة استقبلت أشبالها في خريف سنة 2022…

 

Qatargate.. صك الاتهام الأصلي

لقد قيل، إنه يمكنك أن تكذب على جميع الناس بعض الوقت، ويمكنك أن تكذب على بعض الناس طوال الوقت، لكن لا يمكنك أن تكذب على جميع الناس طوال الوقت… وهو ما ينطبق بدقة على ما تعرفه قضية «قطر غيت» Qatargate من تسابق بعض المنابر الإعلامية الأوروبية لتحريف الحقائق واستباق نتائج تحقيقيات المكتب الفيدرالي البلجيكي.. وإغراق صفحات الويب بتحاليل تهدف إلى إقحام المغرب عنوة في قضية ليس طرفا فيها حسب صك قرار مكتب المدعي الفيدرالي البلجيكي ليوم 9 دجنبر والذي جاء فيه «بلد في الخليج الفارسي يحاول التأثير على القرارات الاقتصادية وسياسات البرلمان الأوروبي بتقديم رشاو وهدايا ثمينة لأطراف ثالثة لها مواقع سياسية واستراتيجية داخل البرلمان الأوروبي…».

بمعنى أن صك الاتهام الأصلي لم يرد فيه أصلا اسم الدولة الخليجية المتهمة «قطر»، بل من قام بالاتهام هي جريدة Le soir وأسبوعية Knack البلجيكيتين حيث كشفتا عن تحقيقات الشرطة القضائية الفيدرالية وأكدتا بناء على مصادرهما «العليمة» أن الأمر يتعلق بدولة قطر…

وقد نسلم «جدلا» بهذا المنحى إذا أعدنا قراءة كرونولوجية رفض بعض الجهات تنظيم كأس العالم بقطر منذ دجنبر من سنة 2010… بدءا بتفجير قضية رشوة موظفي “فيفا” من أجل التصويت لصالح قطر، ثم نشر Sanday Time سنة 2014 لتحقيقا حول «محمد بن همام» وتقديم رشاوي بقيمة 5 ملايين دولار لموظفي “فيفا”.. وتتوالى التحقيقات البريطانية مع The Guardian التي نشرت أرقام ضحايا وموتى أشغال بناء ملاعب ومنشآت مونديال قطر حيث تجاوزت رقم 6500 قتيل منذ سنة 2010..تم تحقيق New york Time والذي حدد بلد المهاجرين الأكثر ضررا أي Nepal التي وصل رقم ضحاياها 2100 مهاجر منذ سنة 2010.. بالإضافة إلى انتقادات تهم الديمقراطية والحقوق الفردية وحقوق المرأة والعمال ونظام الكفالة…

وقد كان ضروريا من تحرك دولة قطر من أجل تحسين صورتها بالخارج خاصة داخل مؤسسات القرار بالاتحاد الأوروبي من خلال مجموعات «اللوبيزم» أو من خلال إصلاحات مهمة تخص ظروف العمل وإصلاح نظام «الكفالة» وتعويض أسر الضحايا..

وهذا يعني تبادل زيارات مسؤولين قطريين في مجال الشغل كوزير الشغل القطري مثلا بدول أوروبا والبرلمان الأوروبي أو استقبالهم بالدوحة أو كذا التعاون وتكليف مجموعات الضغط ببروكسيل من أجل التأثير على قرارات البرلمان الأوروبي وتحسين صورة قطر…

وهو ما يدفعنا من جديد لإعادة قراءة كرونولوجيا تصريحات بعض مسؤولي البرلمان الأوروبي في قضية قطر.. ومنها تصريح نائبة رئيس البرلمان الأوروبي Eva kaili يوم 21 نونبر في جلسة عمومية وقولها إن قطر هي رائدة في حقوق العمال… ليتبعه مصادقة البرلمان الأوروبي يوم 24 نونبر على قرار بخصوص وضعية حقوق الإنسان بقطر.. وسيعرف فاتح دجنبر مناقشة الملف داخل لجنة الحرية المدنية والعدالة والشؤون الداخلية…

وبهذا المعنى، فإن التحقيق مع اليونانية Eva Kaili بصفتها نائبة رئيس البرلمان الأوروبي له ما يبرره لأنها أصدرت تصريحات لصالح قطر خاصة بعد ضبط كميات كبيرة من الأموال في بيتها مما وضعها في حالة تلبس أفقدتها «الحصانة»، كما يبرر التحقيق مع رفيقها الإيطالي Francisco giorgi باعتباره مساعدا لبرلماني أوربي حالي وآخر سابق وهو Antonio Panzeri، الذي حجزت الشرطة البلجيكية أموالا داخل بيته بصفته رئيسا لمنظمة Fight impunity المتخصصة منذ تأسيسها سنة 2019 في الترافع ضد عدم العقاب في قضايا حقوق الإنسان والعدالة العالمية… وآخرون حوالي 60 برلمانيا ومساعدا برلمانيا وحامل حقيبة… وهنا يتساءل القارئ العاقل.. إذن ما علاقة المغرب بكل هذا…؟ وما موقعه من الإعراب..؟

 

علاقة La repubblica الإيطالية بالجزائر

لقد اعتقدت الجزائر أنه بإقحامها للمغرب في قضية «قطرغيت» ستكون أولا، قد هزت مكانة وصورة المغرب بين شركائها الأوروبيين. وثانيا زعزعة المؤسسات السيادية المغربية بإقحامها لأسماء بعض موظفيها، أو من خلال علاقات عمل داخل مؤسسات رسمية محترمة كاللجنة البرلمانية المختلطة الأوروبية المغربية.. ثالثا، أنها تقدم هدية مسمومة لقطر الشقيقة…

لأجل هذا فقد تحركت «لاريبوبليكا» الإيطالية La repubblica بالترويج بقوة قصد إقحام المغرب.. وقد يعود نفس القارئ للتساؤل… وما علاقة “لاريبوبليكا” بالجزائر..؟

وهنا يكفي أن نذكر بمالك جريدة “لاريبوبليكا” أن عائلة Agnelli وإمبراطوريتها الإعلامية من خلال مؤسسة Gedi Agnelli والتي تملك أسهما في جرائد La repubblica Corriere della sera, Espresso.Limes.Secolo XIX… بالإضافة إلى 13 جريدة محلية ومحطات راديو، ودور نشر… كما أن إمبراطورية عائلة Agnelli هي مالكة فريق Juventus العريق لكرة القدم وأيضا لمجموع شركات صناعة السيارات FIAT بطورينو…

وهنا يكفي أن نذكر بالاتفاق. الإطار الموقع بين الحكومة الجزائرية وشركة FIAT في 13 أكتوبر سنة 2022 والتعهد بإنتاج 90.000 سيارة FIAT سنويا، الاتفاق تضمن تخصيص 40 هكتارا لبناء المصنع بوهران، و80 هكتارا أخرى تخصص لموزعين… أي أن هناك مقابلا لإمبراطورية عائلة Agnelli بملف «قطرغيت» لم يكن عملا إحسانيا أو سبقا صحفيا، بل وراءه مكاسب مالية واقتصادية وسياسية.. تهدف من خلاله الجزائر عبر Agnelli تشتيت انتباه الرأي العام عن قطر وتوجيه رادارات الاتهام للمغرب… وحتى في هذه النقطة فقد حاول النظام الجزائري نسج علاقة منطقية لإبعاد شبهة التعاون بين المخابرات الجزائرية وصحيفة «لاريبوبليكا» التي تعاني من انخفاض في مبيعاتها، ورغبة قطر في شراء فريق Juventus لكرة القدم المملوك لعائلة Agnelli… وأن مجرد إقحام المغرب سيبعد الأنظار عن استثمارات Qatar Investment Authority في إيطاليا التي فاقت 5 مليار دولار خلال 15 سنة الأخيرة وأنها تزود إيطاليا ب 10في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي والشراكة بين ENI الإيطالية وQatar Energy القطرية…

لقد استثمرت قطر في كل شيء بإيطاليا بدءا من العمارات والأحياء السكنية الراقية إلى الفنادق الفاخرة والمستشفيات وأسهم في شركة Meridiana للطيران… ومرورا بضخ 22 مليون أورو لبناء مساجد ومدارس قرآنية بإيطاليا حسب ما جاء في كتاب «أوراق قطر» الصادر سنة 2019… وانتهاءً بفوز شركات إيطالية WeBuild بطلبات بناء ملعب «البيت» أو «بيت الصحراء» الذي عرف افتتاح مونديال قطر 2022 وخط ميترو وإرسال 600 عسكري ودركي إيطالي من أجل حماية المونديال.. كما أن مهندسين إيطاليين هم من بنى متحف الماء بقطر وأول من بنى كنيسة كاثوليكية… ويكفي أن نذكر باللمسات الإيطالية في حفل الافتتاح الخرافي للمونديال من خلال شركة إيطالية Balich world wide shows المملوكة للإيطالي Marco Balich…

فهل كانت تعني «لاريبوبليكا» الإيطالية وشقيقاتها في مجموعة Gedi، أن أي هجوم على قطر هو هجوم على مصالح إمبراطورية عائلة Agnelli.. في قطر أو في الجزائر..؟ وهل إعادة نشر لاريبوبليكا «لخزعبلات» عميل المخابرات الجزائرية Chris Coleman أو محمد امبارك هو رد لتحية مصنع FIAT بوهران وإنتاج 90.000 سيارة سنويا..؟

لكن كل هذا هو هدية جزائرية مسمومة لقطر… إذ أن تدهور العلاقات القطرية / الأوروبية سيجعل من الجزائر المورد القريب من أوروبا بالغاز الطبيعي لتعويض الروسي… مما سيسمح لها بموقع أقوى ليس لخدمة مصالح الشعب الجزائري الشقيق… لكن لخدمة شرذمة الانفصاليين بمخيمات العار بتندوف…

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى