شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

إعفاء عبقري المدير العام لميناء طنجة المتوسط

وثائق تؤكد تأسيسه لشركة متخصصة في أنشطة الموانئ بإسبانيا

محمد اليوبي

قرر المجلس الإداري لميناء طنجة المتوسط، أول أمس الخميس، إعفاء المدير العام للميناء، حسن عبقري، من منصبه، وذلك بعد تأسيسه لشركة لها علاقة بالأنشطة المينائية، ما جعله في موقع «شبهة» القيام بأعمال تتعارض مع مسؤوليته الرسمية، باعتباره مديرا لمؤسسة استراتيجية حساسة.

وأفادت المصادر بأن المجلس الإداري عقد اجتماعا طارئا بعد تداول معطيات حول تورط عبقري في ممارسة أنشطة تجارية خارجية قد تتعارض مع مسؤولياته الرسمية، وذلك إثر نشر وسائل إعلام إسبانية معطيات بهذا الخصوص، وهو ما اعتبره المجلس الإداري إخلالا جسيما بالمسؤولية والثقة والأمانة. وقرر المجلس تعيين إدريس أعربي مديرا عاما، في انتظار استكمال التحقيقات التي تهم تأسيس المدير العام المعزول لشركة استشارية في مدينة فالنسيا الإسبانية، إضافة إلى تورطه في معاملات عقارية بإسبانيا منذ يناير الماضي.

وانضم إدريس أعربي إلى شركة ميناء طنجة المتوسط في سنة 2007 كمسؤول عن استغلال ميناء المسافرين والشاحنات، وشغل منذ ذلك الحين عدة مناصب مسؤولية. وينحدر أعربي، الذي تم تعيينه في عام 2019 مديرًا مكلفًا بالعمليات، من مدينة طنجة، وهو حاصل على ماستر متخصص في التجارة والتسيير. بدأ مسيرته المهنية سنة 2002 بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب كرئيس مصلحة قبل أن يلتحق بالمجموعة.

وتشير معطيات وثائق حصلت عليها «الأخبار» إلى أن حسن عبقري أسس شركة تحمل اسم «نيو بورت كونسالتينغ 2024» متخصصة في مجال الاستشارة الخاصة بالموانئ بمدينة «فالنسيا» في الجنوب الإسباني، وفي الوقت نفسه يدير أكبر ميناء بالمغرب، يعتبر من الموانئ الاستراتيجية نظرا لموقعه بالبحر الأبيض المتوسط، ويعد أكبر منافس للموانئ الإسبانية، مثل الجزيرة الخضراء وفالنسيا.

ويتضمن السجل التجاري لشركة «نيو بورت كونسالتينغ 2024» المنشور بنشرة السجلات التجارية بالجريدة الرسمية الإسبانية «بورمي»، البيانات والمعلومات المتعلقة بهذه الشركة، ويظهر من خلالها أن مؤسس الشركة المذكورة ومالكها هو حسن عبقري باعتباره المساهم الوحيد برأسمال محدد في أورو واحد، وتم تأسيسها يوم 31 يناير الماضي، ويوجد مقرها الاجتماعي بمدينة «فالنسيا»، وتتمثل الأنشطة الرسمية للشركة، حسب نظامها الأساسي، في تقديم الاستشارات الفنية في إدارة خدمات الموانئ، وكذلك شراء وإدارة استغلال العقارات، باستثناء التأجير التمويلي.

وتجدر الإشارة إلى أن ميناء طنجة المتوسط أصبح منافسا قويا للموانئ الأوروبية بحوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة الموانئ الإسبانية، حيث حقق هذا المركب المينائي، خلال سنة 2024، إنجازًا هامًا بتجاوز حاجز المناولة 10 ملايين حاوية، مسجلاً 10,241,392 حاوية نمطية مكافئة لعشرين قدمًا، مما يمثل زيادة بنسبة 18.8 في المائة مقارنة بعام 2023.

وأكدت السلطة المينائية طنجة المتوسط، في بيان صحفي، أن هذا الإنجاز تم تحقيقه بفضل التزام الفاعلين المينائيين وتعاونهم المثمر، بالإضافة إلى تعزيز المنشآت وتشغيل معدات جديدة، ما أسهم في تقليص أوقات الانتظار وتحسين عمليات الرسو البحري. ويعكس هذا التحسن الكبير الجهود المشتركة للمشغلين والخطوط البحرية، إلى جانب التحسينات المستمرة في مستوى الإنتاجية.

من جانب آخر، سجلت حركة الشاحنات عبر الميناء ارتفاعًا ملحوظًا في 2024، حيث تمت معالجة 516,842 شاحنة نقل دولي، بزيادة قدرها 8.1 في المائة مقارنة بالعام السابق، كما شهدت حركة المنتجات الصناعية نمواً بنسبة 6.8 في المائة، فيما تطورت حركة المنتجات الغذائية بنسبة 7.2 في المائة. وفي مجال النقل البحري للمسافرين، استقبل الميناء 3,047,387 مسافرًا في 2024، محققًا زيادة قدرها 13 في المائة مقارنة بسنة 2023. كما تم تنظيم عملية «مرحبا» بنجاح خلال موسم العبور لعام 2024.

وفي ما يخص حركة البضائع السائبة، حافظت البضائع السائبة الصلبة على استقرارها بزيادة طفيفة بنسبة 1 في المائة، بإجمالي 584,945 طنًا، بينما شهدت حركة البضائع السائلة انخفاضًا بنسبة 22 في المائة، لتصل إلى 7,640,524 طنًا، نتيجة لتحويل بعض الواردات إلى موانئ مغربية أخرى.

ومن حيث إجمالي الحمولة المناولة، بلغ حجم المناولة في 2024 حوالي 142 مليون طن، بزيادة 16.2 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفضل الزيادة في حركة الملاحة البحرية التي شهدت رسو 17,479 سفينة في الميناء، بزيادة 3.42 في المائة مقارنة بالعام 2023.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى