فاس: محمد الزوهري
بعدما تمكن حزب العدالة والتنمية من الهيمنة على نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة بفاس، وضمن وكيل لائحته إدريس الأزمي عمودية المدينة، خرجت فصول المواجهة بين أنصار «البيجيدي» وأتباع حميد شباط، عن نطاق التنافس السياسي، لتنتقل إلى مواجهة أخرى سمتها العنف واستعمال الأسلحة الخطيرة.
وفي هذا السياق، شهد المقر الجديد للجماعة الحضرية بفاس بموقع «جنان الخيل»، زوال أمس (الخميس)، حادثا خطيرا بعدما عمد ثلاثة شبان محسوبون على حزب العدالة والتنمية بفاس، إلى الاعتداء على أحد أنصار حميد شباط، بعدما منعهم من استعمال آلة تصوير داخل الجماعة.
هذا وأفاد شهود عيان أن الواقعة حصلت عندما تم ضبط ثلاثة شبان قُدّموا على أنهم من نشطاء حزب «البيجيدي» بفاس، وهم يرصدون كل صغيرة وكبيرة داخل الجماعة الحضرية، أحدهم كان يستعمل جهاز فيديو، وذلك في محاولة منهم لـ«رصد أي محاولة لتهريب ملفات أو الإجهاز على ممتلكات عامة في ملك الجماعة الحضرية»، بعد أن تناهى إلى علم أتباع العدالة والتنمية بالعاصمة العلمية، أن ثمة «محاولات لإخفاء بعض الوثائق من أرشيف الجماعة، تعود إلى فترة تواجد حميد شباط على رأس مجلس المدينة، بداعي أنها تتضمن اختلالات».
وحيال هذا الموقف، انتفض أحد أتباع شباط ضد ما كان يقوم به الشبان الثلاثة، وحاول ثنيهم عن ذلك بداعي أن الأمر «ينطوي على استفزاز وتصرف غير قانوني»، ما أدى إلى وقوع مواجهة حادة لجأ خلالها أحد الشبان الثلاثة المنتمين إلى «البيجيدي»، إلى مهاجمة الاستقلالي باستعمال الصاعقة الكهربائية الممنوعة قانونيا على الصعيد الوطني، ما أدى إلى تعرضه لإصابة خطيرة في عينيه، استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. في حين ردد الشبان الثلاثة عبارات بأعلى أصواتهم، تفيد بأنهم «جاؤوا إلى الجماعة الحضرية لرصد الفساد والمفسدين قبيل الإعلان الرسمي عن تخلي الاستقلاليين عن تسيير الشأن العام المحلي».
واستنفر هذا الحادث مختلف الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور إلى عين المكان، وعمدت إلى فض الاشتباك، وأعادت الهدوء إلى مقر الجماعة الحضرية، كما حضر رجال الوقاية المدنية ونقلوا الشخص المصاب، الذي قُدّم على أنه فاعل جمعوي، إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.