![](https://www.alakhbar.press.ma/wp-content/uploads/2024/10/VrdQwkTjsIhGTmkWzwMClEDzIiL7smjv4sj0pmXP-780x470-1-2.jpg)
تارودانت: محمد سليماني
قضت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بتارودانت، قبل أيام، بإدانة مقاول حاز على صفقات إعمار وبناء مساكن بمناطق دمرها زلزال الحوز، بعدد من جماعات إقليم تارودانت.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أدانت المحكمة المقاول المتهم بالنصب على ضحايا زلزال الحوز، وعدم تنفيذ عقد، بالحبس النافذ لثلاث سنوات، وأداء تعويض مالي قدره 30 ألف درهم لكل واحد من الضحايا الذين رفعوا ضده شكايات في الموضوع.
وحسب المصادر، فإن هذه القضية أثارت جدلا كبيرا على صعيد إقليم تارودانت، ذلك أن عددا من ضحايا الزلزال، الذين دمرت منازلهم كليا أو جزئيا، كانوا يأملون من المقاول التعجيل بتنفيذ الاتفاق معه بخصوص بناء أو ترميم مساكنهم، غير أنه ظل يماطلهم، بعدما حاز على أموال الدعم منهم.
وفي سياق متصل، طالب الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان بإيفاد لجنة تحقيق برلمانية لفتح تحقيق مستقل ونزيه في شبهات «الفساد والتمييز» التي شابت برنامج إعادة الإعمار بإقليم تارودانت، وذلك تزامنا مع استمرار تدهور أوضاع المتضررين من الزلزال، في ظل انخفاض درجات الحرارة، وتزامنا مع ارتفاع أصوات متضررين من الزلزال مما أسموه «خروقات حرمتهم من الاستفادة من المساعدات الاستعجالية ودعم السكن»، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة مطلب الحرص على ضمان حق المتضررين في الإنصاف والعدالة.
وذكر الائتلاف الحقوقي المكون أنه يتابع «بقلق بالغ التطورات المتعلقة بوضعية متضرري زلزال الحوز بإقليم تارودانت»، مبرزا أن «عددا كبيرا من المواطنات والمواطنين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية، نتيجة فقدانهم مساكنهم وانعدام البدائل السكنية اللائقة، وبعد مرور أكثر من سنة على الكارثة تستمر شكاوى المتضررين من وجود خروقات خطيرة شابت عمليات إحصاء الضحايا ودراسة ملفاتهم، إذ تم إقصاء عدد كبير من العائلات، رغم تقديمها وثائق تثبت الضرر الكلي الذي لحق مساكنها، وذلك بسبب تقارير أعوان السلطة داخل اللجان المعنية».
وطالبت الهيئة الحقوقية بـ«متابعة ومعاقبة كل من ثبت تورطه في أي شكل من أشكال الفساد أو التلاعب بملفات المتضررين، خصوصا وأن ما تعرض له ضحايا الزلزال بالإقليم يعتبرا إجحافا في حقهم، وخرقا لمبادئ العدالة والشفافية التي ينبغي أن تؤطر عمليات الدعم وإعادة الإعمار».
يشار إلى أن عددا من ضحايا زلزال الحوز بإقليم تارودانت ما زالوا يعانون أوضاعا صعبة جدا، خصوصا أولئك الذين يقطنون في خيام في العراء، ذلك أن مناطق عديدة من الإقليم تعرف انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة وبرودة قاسية، لكون هذه المناطق تقع فوق الجبال، مما يزيد من معاناة الضحايا.