الأخبار
علم لدى مصادر موثوق بها أن عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أحالت، صباح الجمعة الماضي، على النيابة العامة المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط، أفراد الخلية الإرهابية الخطيرة التي تم تفكيكها، قبل أيام، بمنطقة حد السوالم ضواحي برشيد، ويتعلق الأمر بأربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أشقاء من مواليد 1990، 1995 و1998، أما المتهم الثالث فمزداد بالدار البيضاء سنة 1993.
وبعد الاستماع إليهم تمهيديا والاطلاع على المحاضر المرتبطة بالبحث ووقائع النازلة والمحجوزات، أحال الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها المتهمين على أنظار القاضي المكلف بالتحقيق في جرائم الإرهاب، قبل أن يقرر إيداعهم سجن سلا بتهم بالغة الخطورة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والتحضير لارتكاب أفعال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، عن طريق التخويف والترهيب والعنف، وحيازة مواد كيماوية وسوائل ومعدات تدخل في إعداد وتصنيع المتفجرات من أجل استخدامها في أعمال إرهابية. ويواجه المتهمون الأربعة، كذلك، تهمة حيازة أسلحة بيضاء، والإشادة والتحريض على ارتكاب أفعال إرهابية مع محاولة الالتحاق بتنظيم إرهابي متطرف.
وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن، صباح الأحد قبل الماضي، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إجهاض مخطط إرهابي وشيك كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية.
وأفاد بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية بأن إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتنسيق مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبتعاون ميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي، أسفرت عن إيقاف أربعة عناصر متطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي، يبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد.
وأفاد المصدر ذاته بأنه جرى تنفيذ العملية الأمنية في مكانين مختلفين، عبارة عن منزلين سكنيين يوجدان بكل من تجزئة العمران وتجزئة الأمل بحي الوحدة بحد السوالم، وشارك فيها تقنيو الكشف عن المتفجرات، وعناصر الفرقة السينوتقنية التي تضم الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في رصد المتفجرات والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى مروحية للدرك الملكي قامت بتمشيط أماكن التدخل من الأعلى، كانت تحمل قناصة متخصصين في الرماية عالية الدقة تابعين للقوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وأسفرت إجراءات التفتيش في أماكن التدخل، أيضا، يضيف المصدر ذاته، عن حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومجموعة كبيرة من القنينات تضم سوائل ومساحيق كيميائية، وأكياس تضم كمية كبيرة من أسمدة كيمائية، ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، وأملاح ومواد مشبوهة، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية ومعدات للتلحيم وأشرطة لاصقة، يشتبه في تسخيرها لتحضير وصناعة المتفجرات، والتي تم وضعها رهن إشارة خبراء الشرطة العلمية والتقنية من أجل إخضاعها للخبرات التقنية اللازمة.
وأضاف المصدر ذاته أن الأبحاث الاستخباراتية في هذه القضية كانت انطلقت منذ مدة، بعدما رصدت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني شريط فيديو يعلن فيه الأشخاص الموقوفون “البيعة والولاء” لتنظيم “داعش” الإرهابي، مع التعهد بارتكاب أعمال إرهابية وشيكة.
وأوضحت إجراءات البحث والتعقب أن المشتبه فيهم قاموا، في يوم واحد، بارتياد أربعة محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، اقتنوا منها موادا كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، قبل أن يعمدوا لتخزينها بمنزل أحدهم وتحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة. وكشفت الأبحاث نفسها أن اثنين من الأشقاء الموقوفين قاما بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وأوقات مختلفة، وثقا خلالها بالصور وبتسجيلات الكاميرا العديد من الأهداف المحتملة لمخططاتهم الإرهابية.
وحسب المعلومات الاستخباراتية التي أكدتها إجراءات البحث، فإن المشتبه فيهم كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة، قبل الالتحاق بمعسكرات تنظيم داعش في منطقة الساحل.
وكان بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أكد، في ندوة صحفية للمكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا جرى تنظيمها ارتباطا بتفكيك الشبكة الإرهابية، أن «الإرهابيين» المتهمين في هذه القضية سبق لهم إعلان البيعة لـ”داعش”، وبلغوا مرحلة “نقطة الصفر” إيذانا بالتنفيذ المادي للعمل الإرهابي والقيام بأي عمل يحقق ذلك، معتبرا أن اللجوء إلى الفرق المتخصصة للمشاركة في التدخل يأتي على ضوء المعطيات المتوفرة وحسب درجة الخطورة ومكان التدخل.
وشدد سبيك، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأمن الوطني، على أن عناصر الخلية اختاروا منطقة حد السوالم نظرا لوجود محلات سكناهم بها، مشيرا إلى أن بعض الخلايا الإرهابية بدأت تلجأ إلى المناطق القروية بدلا عن المجال الحضري، اعتقادا منها أنها بعيدة عن اليقظة الأمنية.
وذكر سبيك بأن هذه العناصر كانت في مراحل متقدمة تحضيرا للتنفيذ المادي للعملية الإرهابية من خلال، على الخصوص، التوجه إلى المقرات المستهدفة، مضيفا أنه توفرت معطيات موثقة حول تصويرهم لجميع المقرات وتحديد مسالك المغادرة وإعداد رسومات تقريبية لأماكن تموضعهم ولمسالك الهروب.