إحالة حقوقي دفن نفسه حيا في مقبرة بضواحي فاس على مستشفى الأمراض العقلية
فاس: لحسن والنيعام
قررت عناصر تابعة للدرك، بتعليمات من النيابة العامة، الاستعانة بسيارة إسعاف لنقل حقوقي قرر حفر قبر بمقبرة في نواحي مدينة فاس، وارتدى الكفن احتجاجا على ما أسماه «الفساد»، إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، في سياق بحث أمرت به حول انتقادات لاذعة وجهها عبر تقنية النقل المباشر لعملية الدفن، للسلطات الإدارية والقضائية والمنتخبة والصحفيين.
وأنهى هذا القرار المثير في حق عبد العالي بريك تفاصيل حادث بدأه مثيرا، صباح أول أمس الثلاثاء، في مقبرة «أولاد الهواري» بمنطقة أولاد الطيب بنواحي فاس، وربط فك اعتصام دفنه حيا، وإزالة الكفن، وارتداء ملابسه العادية، والخروج من القبر لمعانقة الحياة من جديد، بفتح تحقيق في أكوام من الوثائق يشير إلى أنها توثق لملفات فساد ونهب ثروات، والتي وضع نسخا منها بجانب القبر الذي حفره لنفسه.
وتابعت فعاليات محلية أطوار محاولة الدفن الغريبة، بعدما باءت محاولاتها في إقناعه بالعدول عن القرار المثير بالفشل، حيث أقدم هذا الحقوقي بصفته منسقا جهويا للرابطة المغربية لحقوق الإنسان، على حفر قبر على المقاس، مستعملا آليات الحفر التقليدية التي يتوفر عليها حفار القبور، واقتنى الكفن، ونزع ملابسه وعوضها بلباس الموتى، قبل أن يلج إلى القبر، وتكلف شبان آخرون بتغطية أجزاء من جسمه بالتراب، بينما أطلق انتقادات وصفت بالنارية تجاه عدد من المؤسسات العمومية باستعمال تقنية «اللايف»، متهما إياها بـ«حماية الفساد» و»محاربة الصالحين».
وعندما خاطبه ناشط إعلامي محلي بأن على أي متضرر أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بالإنصاف، لم يتردد في الرد على أن «القضاء هو من يحمي الفساد»، وذكر بأنه يتوفر على حوالي 250 ملف «فساد»، وزاد في القول إن «المنتخبين فاسدون، إلا من رحم الله»، وأورد بأن الأحزاب السياسية مجرد «دكاكين لا ثقة فيها»، واتهمها بـ«خيانة الأمانة»، دون أن يفوته انتقاد جزء من الصحفيين الذين أورد بأنهم باعوا أنفسهم مقابل حفنة من المال، واتهم شيوخ السلفية، ومنهم الشيخ أبو حفص، بالزج بمئات الشبان في السجون، فيما هم ينعمون في الامتيازات، حسب تعبير هذا الحقوقي الذي سبق له أن أمضى خمس سنوات اعتقال على خلفية تفكيك خلايا مرتبطة بما يعرف بالسلفية الجهادية، مباشرة بعد أحداث 16 ماي الإرهابية التي ضربت الدار البيضاء، والذي توبع أيضا بسبب تصريحات اتهم فيها رجال أمن بارتكاب مخالفات، أثناء مسطرة اعتقال صهره على خلفية تهم ثقيلة لها علاقة بالغش في أطنان من المواد الغذائية في مستودعات يملكها بعدد من مدن المغرب، ومنح المال لمتطرفين هاجروا للقتال في سوريا والعراق.
ولم يكد ينتهي النقل المباشر لأطوار الدفن حتى طوقت عناصر الدرك، ومعها أعوان السلطة المقبرة، وأحضرت معها سيارة إسعاف نقلته إلى مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني، في سياق إجراءات للنيابة العامة مرتبطة بفتح تحقيق في ملابسات هذه الخطوة المثيرة، وما تضمنته من انتقادات وصفت بالقاسية لعدد من المؤسسات العمومية، ومنها السلطة القضائية، وبعض المسؤولين الإداريين في الجهة، منهم والي الجهة، وعامل إقليم صفرو، والمدير السابق لمديرية الشؤون الداخلية لولاية جهة فاس ـ مكناس.