شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

إجراءات لمحاصرة مختلسي الكهرباء بأسواق طنجة

اللجوء لمفوضين قضائيين بعد تزايد ظاهرة اندلاع الحرائق

طنجة: محمد أبطاش

 

لجأت السلطات المحلية بطنجة إلى مفوضين قضائيين، لرصد ومتابعة عمليات اختلاس الكهرباء داخل أسواق المدينة، وذلك بعد حادثة سوق القرب بني مكادة، التي كشفت عن خطورة هذه الظاهرة، وساهمت في اندلاع حريق مهول أدى إلى خسائر بالملايين وفقدان نحو 300 تاجر لمصدر رزقهم الأساسي.

وحسب بعض المصادر، فإن هذا الإجراء الجديد يهدف إلى الحد من الخسائر الناجمة عن الاستعمال غير القانوني للكهرباء داخل المحلات التجارية، خاصة في الأسواق العشوائية التي تفتقر إلى مراقبة صارمة.

وشرعت المصالح المختصة في معاينة عمليات اختلاس الكهرباء بسوق كسبارطا، عبر مفوضين قضائيين، في أفق تحويل ملفات المختلسين إلى القضاء. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا الإجراء لن يقتصر على سوق كسبارطا فقط، بل سيمتد إلى باقي الأسواق الشعبية في المدينة، حيث تم تسجيل حالات مماثلة من التلاعب بعدادات الكهرباء والربط العشوائي بالشبكة الكهربائية.

ويأتي هذا التحرك في سياق جهود محاربة الهدر الطاقي والاختلاس الذي يتسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية الكهربائية، ويشكل خطرا على حياة التجار والمواطنين. وقد بدأ المفوضون القضائيون فعليا في عمليات المعاينة وتحرير محاضر قانونية ضد المخالفين، وهو ما قد يعرضهم لمتابعات قضائية وغرامات ثقيلة، خصوصا أن اختلاس الكهرباء يعد جريمة يعاقب عليها القانون.

وقالت بعض المصادر إن التجار المتضررين من هذه الممارسات عبروا عن ارتياحهم لهذا القرار، مؤكدين أن اختلاس الكهرباء لا يقتصر فقط على كونه عملا غير قانوني، بل يتسبب أيضا في تفاوت كبير في تكاليف الاستهلاك بين المحلات، مما يؤثر على المنافسة العادلة داخل الأسواق.

وللإشارة، فإن سوق كسبارطا الذي يُعتبر أكبر أسواق طنجة، تم تحديثه أخيرا وإضافة بعض الأجنحة الجديدة، ومن أهدافها تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة الجائلين، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي، والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري، وكذا وضع حد للفوضى التي تسيء إلى حي «كسبارطا» بشكل شامل، انطلاقا من شارعه الرئيسي، مرورا ببقية الأزقة التي تعرف اكتظاظا خلال المساء. ويراهن التجار على هذا المشروع لتحسين الوضعية وتنظيم القطاع، وسط مطالب بضرورة ضبط الملفات المرتبطة بالكهرباء، إذ غالبا ما يستغل بعض التجار غفلة الشركة الوصية للقيام باختلاسات كهربائية، مما يتسبب في حرائق متتالية، على غرار ما وقع سنة 2016، ثم سنة 2022، بعدما كبدت هذه الحرائق التجار خسائر مادية كبيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى