شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

أيها المدربون.. اكتموا غيظكم

حسن البصري

حين انتفض المدرب زكرياء عبوب في وجه لاعبيه، عندما كان مدربا للدفاع الحسني الجديدي، وقال إنه لا يملك قطع غيار قادرة على تحقيق الانتصارات، غضب منه اللاعبون ونقلوا غضبهم إلى المسيرين، وتبين أن انقطاعا حصل في تيار الخطاب بين المدرب واللاعبين انتهى باستقالة المدرب.

حين عاتب مدرب المغرب الفاسي أكرم روماني لاعبيه، بعد الخسارة أمام جاره المكناسي، واتهم بعضهم بالتخاذل، طالبوا بإقالته، فتم لهم ما أرادوا وأصبح المدرب مجرد عابر سبيل.

حين استفسر مسيرو المغرب التطواني لاعبيهم عن سر تواضع أدائهم، مسحوا التهمة في المدرب محمد بن شريفة، وقالوا إنهم عانوا من عسر هضم وجبته التكتيكية. فرقص اللاعبون الاحتياطيون فرحا بإقالة مدرب بعد شهر على تعيينه.

حين استنفد أمين كرمة، مدرب أولمبيك أسفي، مخزون الصبر في صراعه مع رئيس يصر على تدبير الفريق بمنطق المد والجزر البحري، وضع شهادة طبية فوق مكتب مدير النادي، وتبين أن الاستقالة تلوح في الأفق. جس الرئيس نبض الجمهور فتراجع عن غاراته الكاتمة للصمت وأنشد في دواخله «أسيبك للزمن».

حين أدارات النتائج ظهرها لرضوان الحيمر، مدرب شباب السوالم، قال لرئيس الفريق: ابحث عن مدرب يزوره الحظ، فأنا «منحوس» من رأسي حتى قدمي. لكن الرئيس لم يستبدله وآمن بأن الحظ سيزور الفريق يوما ويعتذر له عن طول الغياب.

في القسم الثاني وأقسام الهواة، كلما اشتكى اللاعبون من مدربيهم بادر الرؤساء إلى إشهار الإقالة الفورية بداعي نزع فتيل التوتر، بل إن بعض الرؤساء يسخرون لاعبين لاستفزاز المدربين بغاية الإطاحة بهم، انسجاما مع منطق «إذا التقى ساكنان فاحذف الأول»، والأول طبعا هو المدرب الأعزل.

لا يمكن لرئيس فريق مغربي، مهما كانت درجة «الكاريزما» التي تشحنه، أن يقيل مدربا أجنبيا عاتب لاعبين أو انتقد في ندوة صحفية هشاشة الخطوط، ولا يملك رئيس، حتى لو كان من فصيلة «أصحاب الشكارة»، أن ينهي التعاقد مع مدرب أجنبي مهما بلغت الشكوى من محيط الفريق.

غالبا ما يتراقص أمام عيون الرؤساء، زوار الأزمات: المفوضون القضائيون وممثلو السفارات وحاملو إنذارات الفيفا وإشعارات غرف المنازعات وتعويضات المحامين الأجانب، كلما طالب الجمهور بإقالة مدرب أجنبي، فيعدلون عن قراراتهم ويبتلعون ريق الغضب ويمددون عمر مدربيهم.

تعالوا نقلب الصفحة المحلية ونقرأ صفحة المدربين الأجانب، لنقف على معاملة تراعي أدبيات الانفصال بـ«التراضي» حول حفل شاي تحضر فيه المجاملات وتغيب المحاسبات.

نادي الجيش الملكي هو أول فريق يزف لجمهوره، عبر صفحته على الفيسبوك، خبر إجراء مدربه الفرنسي هوبير فيلود لعملية جراحة، قال البلاغ إنها «ناجحة وتمت على مستوى وتر العرقوب». انتظرت إدارة الجيش الملكي عودة المدرب إلى الملعب لكنه دخل فترة النقاهة ولم يخرج منها، ففاتحته في طلاق بالتراضي المادي طبعا.

تحول المدرب البرتغالي إلى حجرة في حذاء رئيس الرجاء السابق عادل هالا، بعدما رفض ريكاردو سا بينتو صيغة التراضي، واشترط الحصول على مبلغ مالي كبير محدد في الشرط الجزائي مقابل التوقيع على الانفصال. تبين أن ريكاردو ليس نسخة من كابريطا أو روماو أو كازيميرو، وحين شعر المدرب بالغضب الساطع في حله وترحاله أعلن استعداده للتفاوض من أجل خروج بلا رجعة.

في ظل هذا الصراع، تفضل الهيئات المدافعة عن حقوق المدربين الصمت، لم تحرر بلاغا تضامنيا مع مدرب مغربي لم تشجب الاكتساح البرتغالي، لم تكلف نفسها عناء البحث في سر التوتر بين مدرب مغربي ورئيس له استعداد فطري للتضحية بالمغربي والبحث عن سائح أجنبي يحمل شهادة تدريب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى