شوف تشوف

الرئيسية

أمين.. المحامي الذي تزوج رجاء ناجي ثلاثة أيام بعد نيلها شهادة الباكلوريا

هي أول سيدة مغربية تلقي درسا من الدروس الحسنية أمام الملك محمد السادس، في السابع من نونبر 2003، وبحضور نخبة من رجال العلم والسياسة. فضلا عن أنها أول مغربية تحصل على دكتوراه الدولة في القانون من جامعة محمد الخامس عام 1997، رغم أن زميلاتها اعتقدن أن زواجها المبكر من ابن عمتها المحامي أمين المكاوي، سيحول دون سيرها إلى أبعد المحطات التعليمية.
ولدت رجاء ناجي مكاوي سنة 1959، بمدينة وزان، وسط أسرة محافظة، فوالدها محمد ناجي كان محتسبا للمدينة وأحد أعيانها ومثقفيها، أما والدتها السعدية سلام فكانت ربة بيت تشرف على رعاية وتربية أبنائها الخمسة.. لكن نقطة التحول في حياة هذه الفتاة اليافعة، بدأت حين فقدت والدتها في حادثة، ما جعلها تتحمل مبكرا مسؤولية الإشراف على الأسرة.
مارست رجاء، وهي تلميذة في مدرسة «الفقيه الرهوني» بوزان، شغبها الطفولي وعرف عنها ولعها بممارسة كرة القدم إلى جانب الذكور، قبل أن تغير حادثة وفاة والدتها مجرى حياتها، حيث أصبحت الساهرة على شؤون البيت إلى جانب شقيقتها الكبرى، لكن هذه الأخيرة تزوجت وعمرها 15 سنة ما ترك رجاء في قلب المسؤولية.
مباشرة بعد حصول رجاء على شهادة الباكلوريا (شعبة الآداب العصرية المزدوجة)، سنة 1977، تقدم ابن عمتها أمين طالبا يدها من الأب الصارم الذي كان نادرا ما يسمح لابنته بمغادرة البيت. لم تتمكن من اقتسام فرحة نيل شهادة الباكلوريا مع زميلاتها، إذ مرت ثلاثة أيام فقط عن الإعلان عن النتائج، حين كانت رجاء في عصمة رجل القانون المحامي أمين، الذي قرر أن يرحل هو وزوجته إلى العاصمة الرباط، مع وعد بتمكينها من متابعة دراستها الجامعية.
لم يعترض والد رجاء على عرض شقيقته وقال بلغة المحتسب: «زيتنا في دقيقنا»، ثم قرأ الفاتحة.
في الرباط رافق رجاء زوجها إلى مقر كلية الحقوق والتزم بأول تعهداته تجاهها، حيث حصلت على الإجازة في القانون المدني وقانون الأعمال، ثم الماجستير من جامعة محمد الخامس بعد عشر سنوات. فكانت بذلك أول امرأة مغربية تحصل على دكتوراه دولة في القانون من جامعة محمد الخامس عام 1997، في موضوع «نقل وزرع الأعضاء».
ساعدها زوجها على شق طريقها في مجال البحث العلمي، خاصة حين أسست وحدة قانون الصحة، في الوقت الذي كان أمين يفضل أن يرى زوجته وهي على كرسي جامعي، إلا أن طموحاتها فاقت كل التوقعات، وأرجعت تفوقها الدراسي، في حوار مع قناة «الجزيرة»، لحسن تدبيرها للوقت، وتسيير حياتها الأسرية والعلمية مثل الساعة، سيما وأنها أم لأربعة أبناء كلهم يسيرون على السكة نفسها، يشتغلون في قطاع الطب والتدبير الإداري.
قال عنها زوجها إنها لا تخلف الوعد مع التزاماتها الدراسية، «مرة كانت مرتبطة بدرس في دار الحديث الحسنية، مباشرة بعد عيد الأضحى، قلت لها ربما لن يحضر الطلبة للدرس فهم منشغلون بأجواء العيد، لكنها ارتدت ملابسها وتأبطت محفظتها وتوجهت بمسؤولية إلى المؤسسة حيث وجدت طلبتها في انتظارها».
قال ابنها «معاذ» في حقها: «في مكتبة والدتي نلاحظ أن كل الكتب توجد بترتيب في جميع المكتبة، وليس هناك كتاب ليس في مكانه». وقالت عنها ابنتها «فاطمة الزهراء»: «لا نجد أمي جالسة بدون شيء في يديها، حتى إذا ذهبت إلى موعد وجلست تنتظر فإنها تقرأ».
بموازاة مع ذلك، كانت كتب القانون تملك حيزا كبيرا في بيت رجاء، لأن زوجها كان حريصا على جعل النصوص القانونية أساسا للبحث، لذا تحولت رجاء من مفتشة في وزارة المالية إلى دكتورة في قانون الطب، وهي الحاصلة على شهادة الباكلوريا (شعبة الآداب العصرية)، لكنها تبرر هذا التنوع حين تقول إن جدها كان شاعرا وقاضيا.
ورغم أن المقربين من رجاء يؤكدون أن هذه السيدة تعيش أزمة دموع، إذ نادرا ما تنهمر الدموع على خديها، فإنها شوهدت وهي تبكي حين حضرت لحظة تقديم ابنها أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى