أسماء الخادير: الإمساك المزمن من أهم أعراض الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان
الإمساك من المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الشخص بشكل مستمر، لكن بالرغم من ذلك أغلبية الأشخاص لا يولون هذه المشكلة الصحية الأهمية الكافية، في الوقت الذي من الممكن أن تترتب عنها مجموعة من المخاطر الصحية والتي قد تصل حدتها إلى درجة الإصابة بالسرطان. لتقريبكم أكثر من هذا الموضوع، كان لنا هذا الحوار الطبي مع أسماء الخادير أخصائية في أمراض الجهاز الهضمي، التي نصحت بضرورة أخذ مشكلة الإمساك بجدية أكبر.
ما هو تعريفك للإمساك؟
الإمساك هو عندما تقل وتيرة الدخول للمرحاض عن ثلاث مرات في الأسبوع، أو في حال كان الخراج صلبا وجافا بالرغم من دخول المرحاض بشكل يومي، كما يمكننا أن نطلق الإمساك أيضا على الخراج المتقطع المرافق بعدم القدرة على إفراغ البطن من الفضلات بشكل كلي.
فيم تتمثل أهم أسباب هذه المشكلة الصحية؟
في البداية أود أن أشير إلى أن هناك نوعين من القبط أولهما الذي يكون خلال فترة وجيزة ثم يزول وهذا يسهل علاجه، وهناك الإمساك المزمن الذي ينتج عن مجموعة من الأسباب، منها تناول بعض الأدوية المسببة لهذه المشكلة الصحية، أو أسباب هرمونية مثل وجود مشاكل في الغدة الدرقية. هناك أيضا فئة من الأشخاص ممن لديهم جهاز هضمي بطيء العمل، دون أن ننسى أن هناك مجموعة من الأمراض العصبية التي تسبب بدورها في مشكلة القبط.
ما الأعراض التي لا بد في حال ظهورها من الاستشارة الطبية؟
في حال ظهور دم عند التبرز أو فقدان الشهية، لابد من عدم التماطل في زيارة الأخصائي لتشخيص الحالة التي تندرج تحت مسمى الإمساك المزمن.
هل يمكن للإمساك أن يكون عرضا للإصابة بمرض خطير؟
بالفعل يمكن ذلك، فهناك بعض الأمراض السرطانية التي من الممكن أن تسبب في الإمساك وفي ضعف البنية الجسمية للمريض، لهذا نقوم من خلال التشخيص بالبحث عن احتمال وجود أورام سرطانية. كما أن هناك بعض الحالات المستعجلة التي يكون سبب القبط فيها ناجما عن تشكل عقدة بالأمعاء.
في حال المعاناة من إمساك لا علاقة له بمرض سرطاني، ما هي مضاعفات التأخر في العلاج في هذه الحالة؟
في مثل هذه الحالة من شأن الإمساك أن يتسبب في مضاعفات جد خطيرة على المخرج، بحيث بإمكانه أن يتسبب إما بجرح في المخرج، أو ينتج عنه مرض البواسير، الذي قد يتطور بدوره إلى درجة أن يتسبب في تكون بعض الكرات من الدم بالبواسير، هذه الكرات التي تنتفخ وتسبب في آلام جد حادة للمريض.
في حال وقوع المريض في إحدى المشاكل سالفة الذكر، كيف يكون العلاج؟
نقوم في البداية بتشخيص الحالة، ففي حال وجود جرح بالمخرج تكون المرحلة الأولى من العلاج هي أخذ الأدوية لعلاج الجرح، مع ضرورة علاج المشكل الأساسي الذي هو الإمساك، للتمكن من مساعدة الجرح على الالتئام، وتفادي الوصول للعلاج الجراحي.
أما في حال كان المريض يعاني من البواسير، يتم أولا تحديد مرحلتها، ففي حال وصول المريض إلى المرحلة الثالثة أو الرابعة من البواسير يكون التدخل الجراحي ضروريا. أما في حال كان المريض لا يزال في المرحلة الأولى أو الثانية من القبط، يتم في البداية معالجة المشكل الرئيسي أي الإمساك من خلال بعض الأدوية والمراهم الموضعية، وفي حال شكوى المريض من نزول قطرات من الدم عند التبرز، تتم الاستعانة بالأشعة تحت الحمراء، بحيث يتم تسليط نوع من الحرارة على البواسير لتسريع التئامها، ويتم الأمر من خلال مجموعة من الحصص، بحيث يتم الخضوع لحصة واحدة خلال الشهر.
أما بالنسبة لمن يعاني من البواسير الخارجية فيكون العلاج من خلال تناول الأدوية المناسبة من جهة، ومن جهة أخرى نقوم بعقد الباسور الخارجي. لكن في حال عدم التخلص من المشكلة بشكل نهائي بالرغم من العلاجات السابقة، يكون من الضروري التوجه للعلاج الجراحي، لأنه يبقى العلاج الأمثل في مثل هذه الحالة.