
النعمان اليعلاوي
أعلن أساتذة التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالرباط، المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي – المكتب المحلي بالرباط، عن خوض إضراب إنذاري شامل اليوم الأربعاء 26 مارس، مع استثناء المصالح الاستعجالية والإنعاش، وذلك احتجاجًا على الأوضاع المتدهورة التي تعرفها المستشفيات الجهوية، مشددين على أن هذا الإضراب يأتي كرد فعل على «الوضع الكارثي وغير المقبول في المستشفيات الجهوية، نتيجة الانتشار غير المدروس للأساتذة بها»، معبرين عن استيائهم من «النقص الحاد في التجهيزات والمعدات الطبية الضرورية»، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة.
ورفض الأساتذة، كذلك، ما وصفوه بـ «الازدواجية الخطيرة والعشوائية في التسيير»، مندّدين بـ«غياب التنسيق بين إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا والمديرية الجهوية للصحة»، الأمر الذي يفاقم المشاكل الإدارية والتنظيمية داخل هذه المؤسسات. وطالب المحتجون بإقصاء المديرية الجهوية للصحة من أي تدخل يخص الأساتذة الجامعيين، مع إشراكهم في صياغة المراسيم التطبيقية لقانون المجموعة الصحية الترابية، لضمان تحسين ظروف العمل والرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وفي سياق متصل، شددت مصادر من نقابة أساتذة كلية الطب على ضرورة توفير الموارد اللازمة وتأهيل المستشفيات الجهوية بما يضمن أداءً مهنياً يليق بمستوى التحديات الصحية المطروحة، معربة عن إدانتها «للممارسات التعسفية التي تستهدف الأساتذة الجامعيين»، ومحذرة من محاولات «استغلال الأزمات لتشويه صورة الأساتذة وتحميلهم مسؤولية فشل الجهات الإدارية في توفير بيئة عمل ملائمة»، موضحة أن هذا الإضراب يأتي في ظل تصاعد الاحتقان داخل القطاع الصحي، حيث يطالب المهنيون بإصلاحات جذرية تعيد التوازن لمنظومة الصحة العمومية وتضمن حقوق الأطر الطبية في بيئة عمل مناسبة.