الأخبار
بعد إدانته ابتدائيا بعشرين سنة سجنا، في مارس الماضي، من طرف غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مثل، يوم الخميس الماضي، «ولد الفشوش» المتابع بدهس دركي بالهرهورة وقتله، سنة 2019، أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بالمحكمة نفسها، حيث جرى إحضاره من سجن العرجات وعرضه على الهيئة القضائية من أجل الشروع في مناقشة ملفه، قبل أن يلتمس دفاعه مهلة لإعداد الملف، ليتم تأجيله إلى الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.
وكانت المحكمة أدانت المتهم بدهس دركي بالهرهورة بسيارته الفارهة بعشرين سنة سجنا وأداء تعويض مالي قدره 15 مليون سنتيم لعائلة الضحية.
وحاول الشاب المتهم، المنتمي لعائلة ثرية بالرباط، خلال جلسة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، الدفاع عن نفسه وتبرير تهمة القتل المنسوبة إليه بكونه لم يلتفت للسد القضائي والدركي والضحية، بحكم الازدحام وكثرة السيارات التي حجبت عنه الرؤية، حيث تفاجأ بالدركي أمامه، إلا أن الهيئة القضائية فندت كل ادعاءاته، حيث حاصرته بفيديو وصور التقطتها كاميرات بعين المكان، بينها كاميرا سيارته الفارهة، التي أكدت وجوده وحيدا بالطريق المؤدية إلى ممر السد القضائي، الذي ينبه لتخفيض السرعة، حيث تجاهل كل الإشارات التحذيرية وتجاهل معها حتى الدركي الذي أمره بالتوقف، قبل أن يدهسه ويرديه قتيلا تحت عجلات سيارته، بعد سحله لأمتار، حسب التهم الموجهة إليه.
وتعود أطوار هذه القضية إلى أكتوبر من سنة 2019، حيث اهتزت منطقة الهرهورة، ومعها الرأي العام الوطني، على وقع فاجعة صادمة خلفت مقتل دركي شاب بعد دهسه وسحله من طرف ابن ثري بالرباط.
وتؤكد تفاصيل الواقعة، التي استنفرت القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، أن الشاب، المزداد سنة 1990 بهولندا، وينحدر من أم هولندية وأب مغربي، قام بدهس دركي على الطريق الساحلية، وتحديدا عند مخرج الهرهورة في اتجاه مدينة الرباط. وحسب معطيات الملف، فقد قام المتهم بسحل الدركي مسافة طويلة متسببا له في جروح وكسور خطيرة، انتهت بوفاته مباشرة بعد نقله للمستشفى، معلنا عن مأساة صادمة وسط عائلته وزملائه ورؤسائه الذين أجهشوا بالبكاء بالمستشفى عندما أخبرهم الطبيب بوفاته.
ووفق معطيات جرى تداولها تزامنا مع الحادث، كان الشاب المتهم قد تناول وجبة غداء رفقة خطيبته بأحد المطاعم الفاخرة بالهرهورة، احتفاء بعيد ميلادها الذي صادف اليوم نفسه، وعند عودته للرباط على الطريق الساحلية رصدته كاميرا الرادار متجاوزا السرعة المسموح بها، ما دفع الدركي إلى تنبيهه عن بعد بالتزام أقصى اليمين من أجل ترتيب الجزاء القانوني في حقه، قبل أن يتفاجأ بالسائق يضاعف من سرعته ويقذف به لمسافة طويلة في الاتجاه المعاكس، دون أن يأبه بحالته وهو يحتضر وسط بركة من الدماء، كما عكست ذلك هواتف المواطنين والمارة الذين استنكروا المشهد المخيف والتفوا حول السيارة الفارهة التي كان يمتطيها المتهم.