وفاة سائق جرافة تحت أنقاض فيلا بفاس…النيابة العامة تأمر بالتحقيق في الانهيار المفاجئ للفيلا
فاس: لحسن والنيعام
تطلب إخراج جثة مالك جرافة تحت أنقاض فيلا مهجورة تشهد أشغال هدم بغرض تحويلها إلى إقامة سكنية، بطريق إيموزار بمدينة فاس، مساء أول أمس الاثنين، ساعات من انخراط عناصر تابعة للوقاية المدنية في إزالة ركام الإسمنت والآجور، وبالاستعانة بآليات للحفر، إلى جانب استخدام الوسائل التقليدية، بغرض الوصول إلى الضحية، وسط حشود من المواطنين الذين هرعوا إلى عين المكان لمتابعة تطورات الوضع.
وتمت الاستعانة بسيارة للهلال الأحمر المغربي متخصصة في نقل الأموات لنقل السائق المتوفى إلى مستودع الأموات، وفقا لتعليمات النيابة العامة التي أمرت الشرطة بفتح تحقيق في ملابسات انهيار هذه البناية.
ونقل عامل آخر أغمي عليه من شدة الصدمة على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني. ويرجح أن تكون التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة مساء اليوم ذاته ساهمت في الانهيار المفاجئ للبناية المتقادمة، كما يفترض أن تكون الأشغال أساءت تقدير وضعية الهشاشة التي توجد عليها هذه البناية المهجورة والمتهالكة.
ويقطن السائق المتوفى “حميد.أ” قيد حياته بحي “الرياض” بمدينة فاس، وكان يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، وهو أب لثلاثة أطفال هو معيلهم الوحيد. وزادت المصادر، وهي تقدم معطيات حول ملابسات الانهيار، أن مالك الجرافة المتوفى كان بصدد مساعدة السائق والعمال في عملية الهدم، مما أدى إلى سقوط البناية عليه، في حين لاذ العمال بالفرار. واستوقفت قوة الانهيار العشرات من المارة ومستعملي طريق “إيموزار”، وقالت المصادر إن الحادث أثار حالة من الهلع في صفوف الساكنة المجاورة.
وخلف انهيار الفيلا استنفارا في أوساط السلطات الإدارية والأمنية بالمدينة. وقالت المصادر إن السائق كان رفقة عمال آخرين بصدد القيام بأعمال هدم البناية التي تعود ملكيتها إلى إحدى العائلات الثرية بالمدينة، والتي لها استثمارات في الدار البيضاء، لكن عملية الهدم أدت، في منتصف أشغالها، إلى مأساة إنسانية، حيث لفظ مالك الجرافة أنفاسه، وأغمي على أحد العمال وهو يحاول الهرب. وتسببت صلابة الإسمنت والآجور والحديد المستعمل في هذه البناية في إصابة مالك الجرافة بإصابات بالغة أدت إلى وفاته، قبل وصول رجال الإنقاذ إليه.