والي مراكش يرفض تحويل حديقة «الحارثي» إلى «متحف» للتوابل والشاي
مراكش: عزيز باطراح
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن محمد صبري، والي جهة مراكش- آسفي بالنيابة، رفض المصادقة على مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل الحديقة التاريخية «الحارثي» إلى متجر كبير لعرض وبيع التوابل والشاي.
وكان عمدة مراكش قد عرض على المجلس الجماعي، في دورة ماي الأخيرة، نقطة تتعلق بتحويل جزء من الحديقة التاريخية «الحارثي» إلى ما وصفه بـ«متحف للشاي والتوابل»، وهي النقطة التي صادق عليها المجلس، غير أن الوالي رفض التصديق عليها.
وكانت «الأخبار» قد أشارت، في عدد سابق، إلى أن المجلس الجماعي صادق على هذه النقطة، بالرغم من التحذيرات التي أطلقها عدد من أعضاء المجلس بمن فيهم مستشارون من الأغلبية المسيرة، حيث حذروا العمدة من هذه الخطوة غير المحسوبة، خاصة وأن حديقة «الحارثي» كانت محط اهتمام إحدى الأميرات، والتي ضخت فيها عشرات الملايين من السنتيمات من أجل إصلاحها وتأهيلها وجلب نباتات نادرة إليها، إلى أن أصبحت فضاء رائعا يستفيد منه سكان المدينة وزوارها من المغاربة والأجانب، خصوصا وأنها تقع في قلب الحي الأوربي جليز.
وبحسب مصدر من المعارضة، فإن مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل جزء من الحديقة إلى متحف للشاي والتوابل غير قانوني، لأن الأمر يتعلق بنشاط تجاري بالرغم من محاولة إخفائه عبر الحديث عن «متحف»: «إذ كان على المجلس أن يسلك مسطرة حق الامتياز، والتي تقتضي أن يتنافس المقاولون على هذا الحق في إطار صفقة بكناش تحملات واضح، وليس المصادقة على مقرر يضع هذا الفضاء التاريخي رهن إشارة أحد التجار دون مقابل»، يقول المصدر المذكور في تصريحه لـ«الأخبار»، مضيفا أن المدن العتيقة عبر العالم عندما تقرر إحداث متحف من المتاحف، «فإنها تخصصه لمنتجات مادية أو معنوية من إنتاج هذه المدينة، وأتساءل إن كانت مراكش عبر تاريخها تنتج الشاي والتوابل أم تستهلكهما حتى نقيم لهذه المنتجات متحفا خاصا؟».