شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

هكذا يجب التصدي للانتقال المحتمل للفيروس عبر الهواء

خمسة إجراءات احترازية ضرورية أساسها تهوية الأماكن المغلقة

الدكتور الطيب حمضي طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية
كمبدأ وقائي حيال المعطى الجديد (إمكانية انتقال فيروس «كوفيد- 19» عبر الهواء)، هناك حاجة إلى التزام حكومي مباشر وحملة تواصلية واسعة النطاق مع كافة المواطنين. يجب تقديم توصيات بتهوية المباني والمنشآت العامة بشكل كبير ومتكرر، إلى جانب التدابير الحاجزية الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إيلاء الاهتمام الكامل للفضاءات العامة المغلقة، مع الحاجة القصوى إلى احترام التباعد والكمامة في هذه الفضاءات دون هوادة. مع إعادة النظر في إعادة فتح بعض المساجد وتأطيرها بشكل صحيح، وتجنب الازدحام في الأماكن العامة المغلقة (النقل، المطاعم، المقاهي والمساحات التجارية…). تجديد الهواء وليس إعادة تدويره.
في رسالة نشرت يوم الاثنين 6 يوليوز الجاري في مجلة طبية لامعة، اعتبر 239 باحثا من 32 دولة أن هناك خطرا من انتقال فيروس «سارس- كوف-2 » عن طريق الجو. ودعوا المجتمع الطبي والمنظمات الوطنية والدولية ذات الصلة (بشكل رئيسي منظمة الصحة العالمية) إلى الاعتراف بإمكانية انتشار فيروس «كوفيد- 19» عبر الهواء.
وأشاروا إلى أن هناك احتمالا كبيرا للتعرض للفيروس في قطرات الجهاز التنفسي الميكروسكوبية (micro droplets) على مسافات قصيرة إلى متوسطة. ولهذا يوصي هؤلاء الباحثون، بتنفيذ تدابير وقائية للحد من هذا الانتقال عبر الهواء لفيروس «كوفيد- 19».
وقد ذكر العديد من الباحثين بالفعل باحتمال انتقال الفيروس عن طريق الهواء، منذ شهر مارس الماضي، بعد دراسات محدودة. اليوم يتجه المزيد من الباحثين والدراسات نحو هذا الاحتمال، الذي سيكون له آثار جديدة ومهمة على تدبير الإجراءات الحاجزية، لمحاصرة انتشار الفيروس المستجد ووضع حد للوباء.
وتشير هذه الدراسات إلى أن انتشار الفيروس يمكن أن يحدث ببساطة عن طريق التحدث أو زفير الهواء أثناء التنفس، خاصة إذا لم يكن الناس محميين بكمامة، وليس فقط بالسعال والعطس.
وتجدر الإشارة إلى أن التدابير الحاجزية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية حتى الآن، تستند إلى معطى انتقال الفيروس بواسطة قطرات كبيرة أثناء السعال أو العطس، والانتقال غير المباشر عبر الأسطح الملوثة بواسطة الفيروس، ولكن ليس عن طريق الهواء.

آثار صحية عامة
سيكون لفرضية الانتقال الجوي للفيروس التاجي العديد من الآثار الصحية على النطاق العالمي، لذلك فإنه:
• يجب أن يصبح ارتداء الكمامة ضروريا داخل الأماكن العامة المغلقة، بما في ذلك في البيئات التي يكون فيها التباعد المادي ممكنا. (في المغرب الأمر ساري المفعول منذ أبريل الماضي).
• ضرورة توفر هذه المنشآت المغلقة على تهوية كافية وفعالة، وخاصة في «المباني العامة وبيئات العمل والمدارس والمستشفيات…».
• إضافة أجهزة مكافحة العدوى المحمولة جوا، داخل هذه الأماكن كل ما كان ذلك ممكنا أو ضروريا.
• تجنب الازدحام، سيما في المواصلات العامة والمباني العامة.
• توفير كمامات «FFP2» للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

الآثار العملية في المغرب
بالنسبة إلينا في المغرب، أصبح ارتداء الكمامة إلزاميا منذ أبريل المنصرم في جميع الأماكن العامة، وليس فقط في الأماكن المغلقة.
سيفرض علينا هذا المعطى الجديد، رفع مستوى الوعي بالاهتمام الشديد والمتزايد بارتداء الكمامة، والحاجة إلى التعنت بشأن هذه المسألة، عندما يتعلق الأمر بالمساحات المغلقة.
في المساحات الضيقة أو المغلقة، عدم التسامح مطلقا مع عدم الامتثال للتدابير الحاجزية، والتباعد لما أبعد من متر واحد، وارتداء الكمامة بشكل مستمر وسليم.
دعوة المواطنين ومختلف الفاعلين، كإجراء وقائي، إلى تهوية المباني، خاصة الأماكن والمباني العامة، قدر الإمكان. مع الاستمرار في ضمان تهوية مساحات المعيشة (المنازل والشقق وما إلى ذلك) على الأقل من مرتين إلى 3 مرات في اليوم، لمدة لا تقل عن 10 إلى 15 دقيقة، خلال وباء «كوفيد- 19»، سيكون إجراء إضافيا ضد انتشار هذا الأخير، بالإضافة إلى كونه إجراء صحيا ضروريا على مدار الأيام.
استكمال تجهيز المنشآت التي يقيم بها كبار السن، أو الذين يعانون من وضعيات صحية خاصة أو صعبة، بوسائل كافية للتهوية.
3- توجيه المواطنين والفاعلين إلى خطورة الأماكن العامة المغلقة والأماكن الداخلية، على سبيل المثال داخل المقاهي والمطاعم، ودور هذه الأماكن في انتشار الفيروس.
إعادة النظر في قرار فتح المساجد وتأطيره جيدا، للسماح فقط للمساجد التي تستجيب لمعايير التهوية الكافية، مع وجود عدد محدود من الناس في المساجد وتحديد وقت الوجود في هذه الأماكن، مع التهوية أثناء الصلاة (دون إنشاء تيار هوائي)، وبين الصلوات عندما تكون المساجد فارغة. مع احترام صارم لمسافات طويلة وارتداء قناع، بدون مصافحة، لضمان سلامة المصلين وعدم انتشار الفيروس بينهم.
مراجعة وتكميل أنظمة التهوية الموجودة بالفعل في الأماكن العامة المغلقة، لضمان تجديد الهواء وليس إعادة تدويره.
ضمان الامتثال الصارم لارتداء الكمامات في النقل العام، إلى جانب انخفاض كبير في عدد المستخدمين بوسائل النقل. والحد من عدد الموجودين في الأماكن العامة المغلقة (محلات تجارية، المساحات التجارية، دور السينما،…).
5- دمج رمز التهوية مع الرموز الأخرى للتدابير الحاجزية، والتأكيد على دور وسائل الإعلام والصحافة المغربية ضروري، لنشر المعلومات حول هذا الموضوع والتدابير التي يتوجب اتباعها.
لأجل ضمان تنفيذ ونشر سريع وواسع لهكذا تدابير، عملا بمبدأ الاحتياط، هناك حاجة ملحة ومستعجلة إلى نداء أو قرار أو دورية من الحكومة إلى جميع القطاعات الحكومية لدمج هذا المعطى بالضرورة في جميع تدابير مكافحة فيروس كورونا، مع التأكيد على الحاجة إلى التهوية، والتأكد من تفعيل التهوية ومن تنفيذها في جميع الأماكن العامة المغلقة وداخل كل المنشآت.
إن مساهمة وسائل الإعلام والتواصل في تسليط الضوء على هذه التدابير أمر بالغ الأهمية، بدءا بإضافة رمز فتح نافذة إلى رموز الإجراءات الحاجزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى