معاناة سكان «السعادة» بالهراويين متواصلة مع غياب المواصلات، وانتشار مخدر «البوفا»، وعدم وفاء رئيس الجماعة بوعوده لإنقاذ المنطقة من التهميش. ووفق شكايات توصلت بها «الأخبار»، فالسكان يعتبرون أنهم يدفعون تكلفة انتقام انتخابي من طرف رئيس الجماعة خلال الانتخابات الأخيرة، بعد حصده 11 صوتا فقط.
حمزة سعود
يستنكر سكان فضاءات «السعادة» التابعة لجماعة الهراويين الجنوبية، استمرار إقصائهم وتجاهل مطالبهم من طرف إدريس صديق، رئيس الجماعة، بعد تقديمه العديد من الوعود قبل سنوات للاهتمام بأوضاع الساكنة، والتصدي لمختلف أشكال التهميش التي يشتكي منها السكان بالمنطقة.
ويشير السكان إلى أن مشاكلهم مع النقل العمومي من وإلى منطقة «السعادة» حولت حياة آلاف المواطنين إلى جحيم، في ظل وجود أقرب محطة للحافلات على بعد أزيد من كيلومترين خارج الفضاءات السكنية، بسبب ارتفاع معدلات السرقة والاعتداء على المواطنين بالمنطقة.
وتجدد الساكنة بشكل مستمر رفع شكاياتها إلى رئيس جماعة الهراويين الجنوبية، من أجل إنجاز المرافق الموعودة قبل 7 سنوات، من بينها المؤسسات التعليمية ومسجد وحمام ومستوصفات صحية.
ويعتبر سكان «السعادة» بالهراويين الجنوبية، والذين يفوق تعدادهم 30 ألف شخص، وفق شكايات تتوفر «الأخبار» على نسخ منها، أن المواطنين يدفعون تكلفة انتقامهم انتخابيا من الرئيس الحالي، بعد حصده 11 صوتا فقط في الانتخابات الأخيرة سنة 2021.
وسجلت الساكنة توافد العديد من السكان الجدد إلى المنطقة قادمين إليها من الدروة والهراويين والحلحال، مستفيدين من ضعف التغطية الأمنية بها في ظل ارتفاع مستويات السرقة والاعتداءات على المواطنين، بالنظر إلى عزلتها التامة عن المجال الحضري، وهو ما يستغله تجار المخدرات في تنويع وتوسيع أنشطتهم بالمنطقة وخارجها.
ومن بين القنابل الموقوتة التي يتخوف السكان من انفجارها في وجوههم، وجود بحيرة من عصارة النفايات على بعد أقل من كيلومتر ونصف الكيلومتر، يمكن للأسوار التي تمنعها من التسرب الانهيار في أية لحظة مهددة الساكنة المجاورة من جهة، وطمس معالم مقبرة الغفران، وهويات الموتى من جهة ثانية.
ويشتكي السكان من ارتفاع مستويات الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ، بالنظر إلى غياب المواصلات بالمنطقة وغياب المؤسسات التعليمية أيضا، كما أن عزلة الساكنة يزيد من حدتها تفريخ جزر عمرانية بمحاذاة الفضاء السكني لا تتوفر داخلها المرافق الصحية التي تنقص المنطقة.
ولجأ السكان خلال الأشهر الأخيرة إلى تفادي الشرب من الصنابير، بالنظر إلى تلوث مياه الشرب بمخلفات مطرح للنفايات يجاورهم بالمنطقة، بحيث تضطر الساكنة خلال الأشهر الأخيرة إلى اقتناء المياه الصالحة للشرب من المحلات التجارية.
ويطالب السكان بجبر ضررهم جراء النقص الكبير المسجل في المرافق، وغياب تجاوب شركة التدبير المفوض «ليدك» مع شكايات الساكنة بشأن ارتفاع مستويات تلوث المياه المتدفقة من الصنابير، مع وجود سوء استخدام لمجمع لمياه التساقطات المطرية، أصبح يجمع حاليا مياه الصرف الصحي لا غير، وهو ما يشكل مخاطر صحية على السكان.
ورغم تصنيف منطقة «السعادة» بالهراويين على أنها حضرية، إلا أن عزلتها تزداد يوما بعد يوم، بسبب غياب وسائل النقل، ونزاعات بين سائقي سيارات الأجرة ذات الحجم الكبير وشركة «ألزا»، انتهت بهم المفاوضات نحو الباب المسدود بعدم إنشاء محطة للحافلات داخل المنطقة لفك العزلة، في الوقت الذي تتوفر فيه العديد من الجماعات في محيط الدار البيضاء على محطات للحافلات، كدوار نبيل نموذجا.