شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرحوادثمجتمع

مطالب باستئناف الصيد بسبب تأزم وضعية الصيادين بالداخلة

مصيدة الأخطبوط في وضعية حرجة وغير مسبوقة مما يهدد آلاف العمال

طانطان: محمد سليماني

 

توالت مطالب متعددة إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات – قطاع الصيد البحري، من أجل السماح باستئناف أنشطة الصيد البحري بالوحدة الفرعية للداخلة التي تتضمن أربع قرى للصيادين، وذلك بعد تأزم أوضاع الصيادين، وإقدام البعض منهم على الانتحار بعد عجزه عن مواجهة تكاليف الحياة لغياب أي مدخول مادي يقيه تقلبات الزمان.

ويعتبر الصيد التقليدي أهم نشاط اقتصادي بجهة الداخلة وادي الذهب، إذ يشكل مصدر عيش المئات من الأسر، ويشغل حوالي ألف شخص من صغار الصيادين الذين يستعملون قوارب صيد تقليدية في أنشطتهم، وهو بالكاد يوفر لهم قوت يومهم، إذ يقومون ببيع ما تمكنوا من صيده خلال اليوم ذاته، فلا مجال أمامهم للإذخار والاستثمار في أنشطة موازية تساعدهم على مواجهة المتغيرات الجوية ومتطلبات الراحة البيولوجية التي تفرضها أنظمة الصيد البحري. وما زاد من تأزم الأوضاع، هو طول المدة التي تم فيها توقيف أنشطة الصيد البحري بكل قرى الصيد بالوحدة الفرعية الداخلة، أضر كثيرا بمصالح الصيادين، وظهرت آثاره على مستوى الرواج الاقتصادي بمدينة الداخلة التي حرمت اليوم من رقم معاملات مهم، كان يتأتى من أنشطة الصيد البحري، وظهرت تجلياته أكثر على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للصيادين الذين لم يعودوا قادرين على مزيد من الصبر على مواجهة الوضع، سيما في ظل الظرفية الراهنة التي تتسم بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذي ضيق الخناق أكثر على أسر الصيادين التقليدين، وأدى ذلك إلى تسجيل حالات انتحار في صفوفهم، ما يدل على عدم القدرة على تحمل المزيد من المعاناة المترتبة عن قرار توقيف أنشطة الصيد البحري.

في المقابل، اعتبرت الوزارة الوصية أن طول مدة توقيف أنشطة الصيد البحري، لم يكن اختيارا اعتباطيا، بل ضرورة مرتبطة بسياسة تدبير المصايد الوطنية، لما يتبنى عليها من تحقيق الأهداف التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وخصوصا مصيدة الأخطبوط، ذات المنافع الاقتصادية والاجتماعية المهمة.

وجاء تعليق أنشطة الصيد استنادا إلى نتائج الحملات التقييمية التي يقوم بها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري قبل انطلاق كل موسم صيد لدراسة الخصائص البيولوجية لهذا المخزون، حيث تبين أن مصيدة الأخطبوط في وضعية حرجة وغير مسبوقة، خاصة في المنطقة البحرية الواقعة جنوب سيدي الغازي بإقليم بوجدور، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تهديد آلاف مناصب الشغل التي تعمل في المصيدة سواء في البحر أو على اليابسة في حالة استمرت أنشطة الصيد في مصيدة مستنزفة.

ومن المقرر أن ينطلق الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط في 15 دجنبر المقبل، وذلك بعدما توصلت الوزارة بمؤشرات علمية مهمة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري تشير إلى تحسن جيد في مخزون الأخطبوط، الأمر الذي بات يشجع على السماح للمراكب والسفن بالأساطيل الثلاثة بالعودة إلى دوائر الصيد لاستئناف أنشطتها المتوقفة منذ أشهر. ومن المقرر أن يعقد اليوم الأربعاء اجتماع بمقر القطاع الوزاري الوصي للتهييء لانطلاق موسم الصيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى