كان موضوع مذكرة بحث دولية صادرة عن «الأنتربول» بتهمة الإرهاب
محمد اليوبي
أصدرت محكمة النقض قرارا يقضي بالموافقة على تسليم ناشط من الإيغور يحمل الجنسية الصينية، إلى دولة الصين، وذلك بعدما تمكنت المصالح الأمنية المغربية من اعتقاله فور نزوله من طائرة أقلته من تركيا إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث تبين أنه موضوع مذكرة بحث دولية صادرة عن منظمة الشرطة الدولية «أنتربول»، ويوجد رهن الاعتقال بسجن العرجات بضواحي مدينة سلا، في انتظار استكمال إجراءات تسليمه.
وأفاد مصدر من وزارة العدل بأن السلطات القضائية المغربية المختصة أصدرت قرارا يقضي بتسليم المواطن الصيني المسمى إدريس حسن، بناء على طلب التسليم الذي تقدمت به الصين في إطار نشرة البحث الصادرة في حقه عن منظمة الشرطة الجنائية الدولية (أنتربول)، وذلك للاشتباه في انتمائه إلى منظمة مدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية. وأوضح المصدر أنه بعد صدور قرار موافقة محكمة النقض، سيتم استكمال إجراءات التسليم بعد صدور مرسوم سيوقعه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى جانب ثلاثة وزراء، وهم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، ووزير الخارجية، ناصر بوريطة. وأكد المصدر أن مسطرة التسليم تدخل في إطار احترام السلطات المغربية لالتزاماتها الدولية بمقتضى الاتفاقيات المبرمة في مجال التعاون الجنائي الدولي ومكافحة الجريمة بكافة صورها ومنع حالات الإفلات من العقاب. واعتبر المصدر أن عملية تسليم المواطن الصيني لا تكتسي بتاتا أي صبغة سياسية، وإنما تبقى ذات طبيعة تقنية صرفة مؤطرة بإجراءات ومساطر قانونية، وتندرج في إطار تعزيز أوجه التعاون الجنائي الدولي الذي تنخرط فيه السلطات المغربية مع مختلف السلطات الأجنبية.
وتطالب الصين بتسليم هذا الشخص البالغ من العمر 34 عاماً والأب لثلاثة أطفال، وهو مصمم كمبيوتر يحمل الجنسية الصينية، وغادر البلاد نحو تركيا منذ سنة 2012، وظل منذ ذلك التاريخ يعيش بهذا البلد، لكن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية تعترض على تسليمه إلى الصين، حيث تنتظره هناك عقوبات قاسية، حسب هذه المنظمات، وفي هذا الإطار، حذرت منظمة العفو الدولية من تعرضه لخطر الاعتقال التعسفي والتعذيب إذا تم تسليمه إلى الصين.
يذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب كانت قد أوضحت أن مواطناً صينياً اعتُقل بعد هبوط طائرته في مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء يوم 20 يوليو، لدى وصوله من إسطنبول. وأضافت «أنه كان موضوع مذكرة حمراء أصدرتها الأنتربول للاشتباه في انتمائه إلى منظمة مدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية»، وذكرت المديرية أن السلطات المغربية أبلغت الأنتربول والسلطات الصينية باعتقاله، وأنّ المواطن الصيني أُحيل على القضاء بانتظار إجراءات ترحيله.
