فاس: محمد الزوهري
واجه المئات من المسافرين الذين كانوا على وشك الوصول إلى محطة القطار بمدينة فاس، عشية يوم الاثنين الماضي، لحظات عصيبة ومأساوية، بعدما توقف بهم القطار فجأة على بعد حوالي ستة كيلومترات من المدار الحضري للعاصمة العلمية، ليجدوا أنفسهم في الخلاء وتحت وهج حرارة مفرطة فاقت 40 درجة طوال ثلاث ساعات، بل الأفظع من ذلك أن إحدى الراكبات، وهي فتاة في العشرين من عمرها، تعرضت لمحاولة الاغتصاب بعد أن تم تجريدها كليا من سروالها، وتم اقتيادها تحت التهديد بالعنف إلى إحدى المقصورات من طرف شبان مجهولين حلوا بالمكان من أحد التجمعات الصفيحية المجاورة، قبل أن يتدخل بعض الركاب لإنقاذها، إثر دخولها في هستيريا من البكاء والصراخ، كما تعرض الكثير من المسافرين لسرقة هواتفهم النقالة، وبعضهم فقد أمتعته في ظروف غامضة.
وذكر مجموعة من الركاب في اتصال مع “الأخبار” أن القطار السريع الذي انطلق من الدار البيضاء في حدود الواحدة زوالا، وكان من المقرر أن يصل إلى فاس في الرابعة والنصف، توقف فجأة مباشرة بعد مغادرته محطة عين تاوجطات، على إثر عطب تقني، ليتم إشعار الركاب بضرورة مغادرة مقصورات القطار على عجل، بعدما راج كون العطب قد يتسبب في اندلاع حريق ببعض المقصورات، ما فتح المجال لحالة من الاضطراب والتدافع، جعلت بعض الركاب يقفزون من النوافذ، في حين خلف الحادث إصابة ثلاثة نساء بجروح بعد سقوطهن فوق السكة الحديدية، كما أصيب مسنون ورضع بحالات اجتفاف حاد، أحدهم دخل في حالة غيبوبة، ما دفع أحد الأطر الصحية الذي كان من ضمن الركاب للتدخل من أجل تقديم الإسعافات الضرورية له، في حين اضطر أحد الشبان إلى حمل أمه المنهكة فوق ظهره وتسلق بها جدار المكتب الوطني للسكة الحديدية من أجل إيجاد وسيلة تُقلها إلى أقرب مصحة.
وعمت مظاهر السخط والاحتجاج في صفوف المسافرين، خاصة وأن الموقع الذي توقف به القطار محاط بجدار يصعب اجتيازه، ما عقّد عملية خروجهم للبحث عن وسيلة نقل توصلهم إلى مدينة فاس، كما زادت الحرارة المفرطة في استفحال الوضع، خاصة في ظل افتقاد الماء الصالح للشرب، واستنفاذ مخزون المياه المعدنية الذي يُباع على متن القطار.