شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

كلاب تقتات على الجيف وسط مركز تعقيم كلف مليارا و200 مليون

كشفت صور ومقاطع فيديو تم التقاطها داخل المصحة البيطرية الخاصة بإيواء وتعقيم الكلاب الضالة بمنطقة العرجات نواحي سلا، عن أوضاع كارثية تعيشها تلك الحيوانات المحتجزة، في المركز الذي شيدته شركة الرباط للتهيئة، والذي تسيره منذ أسابيع جمعية جديدة للرفق بالحيوان تدعى «الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة»، ويأوي هذا المستوصف الكلاب الضالة التي يتم جمعها من جماعات الرباط، سلا وتمارة، في انتظار تلقيحها وتعقيمها وإعادتها إلى مواطنها الأصلية، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية.

وأظهرت الصور والفيديو (التي توصلت بها «الأخبار») سوء تدبير الجمعية للمستوصف، وترك الكلاب بدون أكل، ونفوق بعض الكلاب وتركها في العراء، واقتيات الكلاب على الجيف. كما أظهر الفيديو الذي أخذ من داخل المركز، انتشارا كبيرا لفضلات الكلاب والذباب والحشرات، في الوقت الذي ظهرت عدد من الجراء ملقاة بعد نفوقها إلى جانب كلاب أخرى بدا على حالتها الصحية أنها لا تتلقى الرعاية اللازمة. وتضمنت الصور وشريط الفيديو مشاهد مقززة لكلاب مصابة بجروح ومرمية على الأرض، وسط أصوات غريبة تصدرها، في الوقت الذي أشارت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إلى أن تسريب شريط الفيديو والصور التي تفضح الحالة المزرية للمركز المعني، قد استنفر ولاية الرباط التي سارعت إلى تنظيف الموقع.

ووجه مستشارون من فيدرالية اليسار، بمجلس مدينة الرباط، رسالة إلى السلطات الوصية، يطالبون من خلالها بالتحقيق في وضعية المركز، وذلك بعدما وقعت جماعات الرباط وسلا وتمارة على اتفاقية مع «الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة»، باقتراح من ولاية الرباط، تنص على استفادتها من مبلغ 12 مليون درهم على 3 سنوات، مقابل تسييرها للمستوصف وتلقيح وتعقيم الكلاب الضالة. وأشار منتخبو الفيدرالية إلى أن «الجمعية لم يسبق أن عُرِفَ عنها أي نشاط من قبل توصل مستشاري فيدرالية اليسار بمجلس مدينة الرباط بصور صادمة من مستوصف الكلاب الجديد بالعرجات»، مؤكدين أنه «خلال مناقشة الاتفاقية في دورة فبراير الماضية بمجلس مدينة الرباط، نوه مستشارو فيدرالية اليسار بالمبادرة، إلا أنهم تساءلوا عن سبب منح تسيير المستوصف لجمعية مجهولة لم يسبق أن عُرف عنها أي نشاط في المجال». وأشار المنتقدون إلى أن «جواب الرئيسة حينها كان أن الجمعية يرأسها المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية والغذائية (ONSSA)، وتضم في عضويتها أطباء من المكاتب الصحية للجماعات الثلاث».

وفي خضم الجدل الذي رافق التوقيع على الاتفاقية بين جماعات الرباط وسلا وتمارة مع جمعية بيطرية متخصصة من أجل إيواء وتعقيم الكلاب الضالة، كانت أسماء غلالو، رئيسة المجلس الجماعي للرباط، قد أوضحت أن «الضجة المثارة حول الموضوع حركتها جمعية، تتسول بالكلاب الضالة بحثا عن صفقات ومصادر ربح، وذلك ضدا في العملية التي تمت بأن تم الاتفاق مع جمعية بديلة، وهي التي تتكون من أطباء متخصصين، يرأسهم مسؤول في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وهي الجمعية المهنية التي ستسهر على هذه العملية». مضيفة في تصريح لـ«الأخبار» أن الأمر لا يعني تدبير العملية في الرباط فقط، بل في ثلاث عمالات هي الرباط وسلا وتمارة، وأن «العملية تمت في شفافية كبيرة وبغرض القضاء على هذا المشكل، وتم توكيل المهمة للجمعية، باعتبارها مهنية ولا تضم إلا أصحاب التخصص».

النعمان اليعلاوي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى