شوف تشوف

الافتتاحية

قرار سيادي

قررت السلطات المغربية منع مواطن بلجيكي معروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب، خاصة تلك المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة، من دخول التراب الوطني. ورغم أن المعني بالأمر توصل بقرار منعه منذ أكثر من أربعة أشهر، فإنه أصر على محاولة الدخول إلى المغرب ووضع السلطات أمام الأمر الواقع واستغلال قرار منعه للمس بصورة البلد من خلال تقمص دور الضحية، وكذا استغلال حضوره أطوار محاكمة لإعداد تقارير منحازة وغير موضوعية.
قرار المنع من دخول التراب الوطني هو أولا وأخيرا قرار سيادي ينبع من حق الدولة المغربية ذات السيادة والسلطان في حماية حدودها، ومصالح مؤسساتها بالطريقة التي تراها مناسبة، سواء اتفق معها البعض أو اختلف، فلا يمكن للدولة المغربية أن ترهن قراراتها السيادية وتتنازل عن التزاماتها بمصالح حفنة من تجار حقوق الإنسان يريدون لعب دور البطولة الكارتونية والاستثمار في الابتزاز الأجنبي للضغظ على المؤسسات الدستورية والقضائية للإفلات من العقاب وإضفاء الحصانة على جرائم أخلاقية ومالية.
المثير للاستغراب حقا هو أن يتم احتماء المتهمين ومن يواليهم بشخصيات تكن العداء للوحدة الترابية لبلدنا ولا تترك أي فرصة لإشهار دعمها لأعداء سيادتنا، وإثارة النعرات الحقوقية للمس بصورة المغرب وإظهاره بمظهر الدولة الديكتاتورية التي تعيش في القرون الوسطى. والحقيقة التي لا يريد أن يسمعها أحد أن مجموعة معدودة على رؤوس الأصابع اتهمت بارتكاب جنح وجرائم خارج مهامها المهنية والحقوقية وتخضع للمساءلة القضائية التي قد تبرئ ذمتها كما قد تؤكد إدانتها بالمنسوب إليها.
لذلك لا أحد يستطيع أن يزايد على بلدنا في تطوره الحقوقي، رغم ما ينتاب ذلك التطور من عثرات وارتدادات طبيعية، لكن أن يحاول البعض تحويل الدولة المغربية بثقل تاريخها إلى أرض خلاء بدون مؤسسات يدخلها من يشاء ويخرج منها من يشاء بالطريقة التي يشاء، فهذا أمر غير مقبول البتة، فهذا البلد له رب يحميه وله ملك يسهر على سلامة أراضيه وله دستور ينظم السلطات وله مؤسسات تجسد دولة القانون.
لا يوجد عاقل يكره العدل والعدالة والجنوح إليهما، المهم أن يكونا ضامنين للحقوق ومنصفين للجميع متهمين وضحايا، أما التعنت والابتزاز والاحتماء بالمنظمات الدولية ذات التوجهات والتمويلات معروفة المصدر والمعادية لمصالح الوطن وركوب خطاب التغول على المؤسسات فلا تصلح في هذا الزمان، لسبب بسيط أن المغرب قرر التوقف عن تحمل الضربات بصبر والانتقال إلى الهجوم، ببساطة لأن المغرب لم يعد يطيق تلقي الدروس من أية جهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى