شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

غابات المغرب 

 

مقالات ذات صلة

 

يسرا طارق

 

شاهدت شريطًا وثائقيا يحكي معجزة تحويل آلاف الهكتارات، في الصحراء الصينية، إلى خضرة يانعة. اعتمد المشروع على خصال الروح الصينية: كل شيء ممكن ولا شيء مستحيل. ملايين الصينيين أرادوا المشروع وانخرطوا في إنجازه، يؤطرهم مهندسون فلاحيون، يحاولون في كل يوم ابتكار طرق لقهر الرمال وتوليد الخضرة، ونجحوا في تقديم تجربة مذهلة لأول شعب في التاريخ يهزم الصحراء ويجعلها تتراجع أمام إرادته.

ماذا عنا نحن الذين نعاني من سنوات متتالية من الجفاف، وعوض أن نواجه التصحر الزاحف على الواحات بمشاريع تشجير، بعثنا مزارعي الدلاح، (زاكورة مثلًا)، ليجففوا ما بقي من فرشة مائية ويفتحوا للرمل طرقًا سيارة نحو جزر الخضرة المتبقية!؟

يكفي أن يرى من يسافر الجبال أو الهضاب أو السهوب وجانب الشواطئ ليعرف أن الغابة المغربية تعيش أزمة خطيرة، وأن آلاف الهكتارات تضيع سنويا إما بسبب التوسع العمراني السائب، أو الرعي الجائر أو الحرائق التي يكون معظمها متعمدًا، أو بسبب جشع تجار الخشب والفحم الخشبي غير القانونيين.. كل هذه العوامل وغيرها تكالبت على الغابة المغربية لتجعلها تتضاءل أمام أعيننا. وبعد سنوات، لا قدر الله، سنستفيق على واقع أن تلك الغابة التي كنا نقول عنها، في وصلات إشهارية، إنها أكبر غابة في شمال إفريقيا وأكبر غابة أرز، لم تعد موجودة.

وضع المغرب مناخيا متقلب، وسيكون مقلقًا بل مخيفًا إن استمرت التساقطات المطرية في منحاها التنازلي. فالمناطق الرطبة في تناقص مهول، وما يجري في الجبال من تشجيع على إنشاء ضيعات هائلة للتفاح وغيره من الفواكه، بما يستتبع ذلك من تهيئة أحواض كبيرة لتجميع الماء، تجفف كل ما حولها من عيون ومن مجاري الماء، يستدعي كل هذا من الدولة، أولا، ومن الجماعات الترابية ومن المواطنين جميعهم، أن ينخرطوا في مخطط وطني لعلاج أمراض الغابة المغربية، وحمايتها ولم لا إعادة تشجير آلاف الهكتارات التي ضاعت.

إن جهود المندوبية السامية للمياه والغابات، مهما كانت صادقة، لا تكفي.

فوضعية الغابة المغربية في حاجة ملحة، الآن وليس غدا، لمشروع وطني للإنقاذ، وفي إنقاذ الغابة إنقاذ للحياة والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى