طنجة: محمد أبطاش
أعادت الجريمة، التي وقعت عشية الأربعاء الماضي، حين تسبب مختل عقليا في وفاة سائق سيارة بعدما قام برشق السيارات بالحجارة من أعلى قنطرة بمسنانة، (أعادت) مطالب بضرورة العمل على إحداث مستشفى جهوي خاص بالأمراض العقلية والنفسية بالمدينة، حتى يتسنى استقبال كل المرضى النفسانيين والمختلين والمتشردين من مختلف المدن الجهوية لإنهاء الوضع القائم.
ورغم وجود مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، إلا أنه أصبح مؤسسة غير قادرة على استيعاب الوضع بسبب ضعف الإمكانات وقلة الموارد البشرية، في وقت ينتظر الجميع المستشفى الجديد للأمراض النفسية، الذي سيتكلف به المستشفى الجامعي حسب ما راج أخيرا في الأوساط الطبية، ولا توجد نية بتوسيع المستشفى الحالي، سيما وأن مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة يعتبر المؤسسة الصحية الوحيدة بالشمال التي تستقبل المئات من المرضى النفسانيين والمدمنين، فيما أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أخيرا، أن مخطط إحداث مستشفى جديد بطنجة، في ظل رصد انتشار المتشردين والمرضى، غير حاضر لديها في الوقت الراهن، فضلا عن أن مستشفى الرازي، هو الآخر، خارج دائرة الوزارة من حيث إعادة التأهيل، وتوصي الوزارة فقط بتحسين إتاحة الأدوية النفسية كحل وقائي مرحلي، وهو ما ينتج عنه تفريخ المزيد من المتشردين والمدمنين، الذين يلجون الشوارع ويتسببون أحيانا في حوادث وجرائم قتل كما وقع يوم الأربعاء الماضي، حيث إن هذه الفئة «المرفوع عنها القلم» أضحت تشكل خطرا واضحا بمدينة البوغاز التي تستقبل أحيانا تظاهرات عالمية.
وفي هذا الصدد، توصلت المصالح الحكومية بتقارير تؤكد أن إقليم العرائش بدوره يعاني من ضعف وغياب الخدمات المتعلقة بالطب النفسي، نتيجة الخصاص في الأطقم الطبية والموارد البشرية وقلة دور الاستقبال التي لا يتناسب عددها وحاجيات الإقليم الذي يضم 19 جماعة، خاصة وأنه يعرف تزايدا مستمرا لحالات الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية في مختلف الأوساط الاجتماعية من أطفال وشباب ونساء ومسنين بدون استثناء. وتساءلت هذه التقارير عن الإجراءات التي تعتزم المصالح الحكومية القيام بها من أجل تعزيز خدمات الطب النفسي بإقليم العرائش.