أخصائي تخدير وست قابلات لـ31 ألف نسمة
طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات صحية، توصلت بها «الأخبار»، أنه في الوقت الذي تبلغ نسبة سكان أصيلة أزيد من 31 ألف نسمة، وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية، فإن المستشفى المحلي للمدينة لا يتوفر سوى على طبيب واحد للجراحة العامة وآخر للتخدير والإنعاش، في حين لا يتعدى عدد أطباء الطب العام خمسة أفراد، وعدد القابلات لا يتجاوز ست سيدات، وهو رقم وصف بالمخيف لمدينة باتت تتسع شيئا فشيئا وسط هجرة قروية إليها، ناهيك عن وجود العشرات من القرى المجاورة لها ينتقل سكانها إلى هذا المستشفى كلما اشتد بهم مرض ما.
وتكشف المعطيات المتوفرة أن هذه الأرقام تكشف عن كون قطاع الصحة يسير بشكل بطئ، إذ رغم مرور قرابة سنة على آخر إحصاء إداري للمستشفى المحلي، فإن وزارة الصحة لم تضف سوى ستة ممرضين طيلة هذه المدة، كما قامت بتخفيض عدد من التقنيين خصوصا في الإنعاش والتخدير، ناهيك عن الإداريين الذين لم يتجاوز عددهم ثلاثة موظفين.
وتظهر المعطيات المتوفرة أن آخر الأرقام المرتبطة بالحركية داخل المستشفى، سجلت قرابة 741 حالة استشفاء، واستقبل قسم المستعجلات نحو 35 ألف مريض، كما تم القيام بالفحص بالأشعة لفائدة 7 آلاف مريض. أما بخصوص التحاليل المخبرية، فإنها، خلال سنة واحدة، لم تتجاوز 10 آلاف تحليلة مخبرية، ما يكشف عن توجه غالبية المرضى صوب المختبرات بطنجة، وهو الاعتراف الذي جاء في المعطيات الرسمية لوزارة الصحة على أنه يتم تحويل الحالات المستعصية والحرجة والمستعجلة للمستشفى المرجعي محمد الخامس بمدينة طنجة.
وكان فريق حزب الأصالة والمعاصرة، عبر لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، توجه، أخيرا، بانتقادات لاذعة لوزارة الصحة، مسائلا الوزير خالد آيت الطالب بخصوص الوضع الصحي بأصيلة. وقال الفريق إن سكان المدينة والنواحي يعانون من تردي الخدمات الصحية بالـمستشفى الـمحلي للمدينة، نتيجة انعدام سياسة تدبيرية ناجعة، حيث يعرف الـمستشفى ضعفا على مستوى الـموارد البشرية، ونقصا في التجهيزات والـمستلزمات الطبية الأساسية، فضلا عن انعدام التخصصات في طب النساء والتوليد والجراحة، وانعدام أطباء متخصصين في الجراحة والتخدير، وكذا غياب الأجهزة الخاصة بإجراء التحاليل والكشوفات الضرورية، ما يعمّق مشكل السكان.
وأوضح الفريق أن الجميع يعاني، وبالأخص النساء الحوامل اللواتي يضطررن لإجراء عمليات قيصرية، حيث يتم نقلهن إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة، ويواجهن مخاطر الـمخاض علاوة على مخاطر الطريق، فضلا عما يسببه ذلك من ضغط على الـمستشفى الـمذكور، خصوصا أنه تتم إحالة جميع الـمرضى إلى مستشفى محمد الخامس كلما تطلّب الأمر القيام بعمليات جراحية. وتساءل الفريق عن التدابير الـمستعجلة المزمع اتخاذها من أجل تحسين الخدمات الصحية بالـمستشفى الـمحلي لـمدينة أصيلة.